ملتقى بيروت الثقافي: يواجه الجائحة بمفردات الأمل والإصرار

سواليف – محمد الاصغر محاسنه / الاردن

تأسس #ملتقى #بيروت #الثقافي ( ملتقى المرأة الثقافي سابقاً ) من مجموعة من الشاعرات والأديبات اللواتي أخذن على عاتقهنَّ نقل الصورة الجميلة للشعر والنثر والفن والرسم إلى غير ذلك من النشاطات الثقافية التي تندرج تحت مصطلح :الثقافة ” هذا من جهة، ومن جهة ثانية أن يكون دور للمرأه في هذا المجال من خلال المشاركة الفاعلة في الحياة الثقافية متخطيةً كل حواجز الخجل والتهميش المفروضة عليها في مجتمع شرقي لا يرحمها. والعمل جنباً إلى جنب مع المنتديات المهتمة في المشهد الثقافي اللبناني ، من خلال التعاون والتنسيق والمشاركة ، لإظهار صورةٍ حضاريةٍ تقدميةٍ مشرقةٍ عن مجتمعنا ووطننا
كانت انطلاقة المنتدى في الثامن من آذار عام 2018، في يوم المرأة العالمي فتنوعت نشاطات الملتقى منذ تأسيسه حتى الآن ، إن على أرض الواقع أو فيما بعد عبر الأون لاين وشبكات التواصل ، وتميزت النشاطات الثقافية باختلافها عن بعضها بعضا شكلاً ومضموناً ، فلاقت استحساناً ونجاحاً في العديد من المناطق اللبنانية وبرعاية وزارة الثقافة وبلديات و مؤسسات ثقافية، وطافت أجندة الملتقى على مساحات واسعة من مثل: إقامة أمسيات مخصصة للمرأة مستوحاة من نضالها وكفاحها ، عرضت فيها لشؤونها وشجونها ومشاكلها التي تعاني منها في مجتمعاتنا العربية . إحياء أمسيات لشخصيات مرموقة ومعروفة من لبنانيين وعرب. إقامة أمسيات لشعراء موهوبين غير معروفين ، بهدف فتح المجال لهم وتشجيعهم لدخول عالم الشعر والأدب. تنظيم ندوات ثقافية تناولت موضوع الحراك الأدبي في لبنان ، واقعه وتحدياته وآفاقه ، وهو موضوع على جانب من الأهمية ، وقد بحث فيها المشاركون كل ما تعاني منه الثقافة في لبنان من مشاكل وما يشوبها من ثغرات مع طرح حلول لها ووضع رؤى مستقبلية. إحياء العديد من المناسبات والأعياد كعيد المعلم والأم والحب والاستقلال و يوم المرأة . ووضع خطة أو ورقة عمل لمشروع ثقافي مؤثر و فاعل يؤسس لمشهد ثقافي وطني جامع بين المنتديات في لبنان.
ومن النشاطات التي قام بها الملتقى وتعتبر بمثابة رد للجميل والجهود المبذولة للعرب المقيمين في لبنان، تكريم الذين كان لهم الفضل في تنشيط الحركة الثقافية والفنية في لبنان ومنهم الأدباء والشعراء و المخرجين والفنانين والإعلاميين .
رئيسة الملتقى الشاعرة والإعلامية منى مشون تحدثت: كان لجائحة كورونا التي عصفت بالعالم توقيف نشاطات الملتقى ‘ ومع ثورة السابع عشر من تشرين عام 2019 وتفاقم الأزمة الاقتصادية والسياسية التي شهدها لبنان وما ترافق معها من فوضى ومشاكل أمنية واجتماعية ، ارتأينا أن ننكفئ قليلاً ريثما تنجلي وتهدأ الأوضاع ، لنعاود الانطلاق هذه المرة بقوة واندفاع كبيرين ، عبر وسائل التواصل و شبكات الانترنت … فأقمنا عدة أمسيات لمشاركين لبنانيين . وعندما شعرنا بأن اسم ” ملتقى المرأة الثقافي ” لم يعد يفي بطموحاتنا ويقيد نشاطاتنا وتحركاتنا ويَحولُ دون تقدمنا وتطلعاتنا رأينا لزاماً وبعد مشاورات مع أعضاء الملتقى نظرا للتطلعات الكبيرة للملتقى، أن نحوّل الاسم إلى ” ملتقى بيروت الثقافي ” ليحمل اسم حبيبتنا وست الدنيا وأم الشرائع بيروت ، انطلاقا من محبتنا لعاصمتنا في ظل ما تعانيه بعد انفجار المرفأ ، لتعود قلب لبنان النابض بالحياة والحرية والإبداع والعطاء ، مع كل ما تمثله من احتضان لكل المبدعين اللبنانيين وغير اللبنانيين على مر التاريخ كعاصمة للحرية الإعلامية والثقافية ، وكذلك إرضاءً للأصدقاء الذين يرغبون بالمشاركة والانضمام إلى الملتقى ، والاسم يقفُ مانعاً وعائقاً أمامهم . وكانت أولى النشاطات بعد هذه الخطوة إقامة ” مهرجان بيروت الثقافي ” الذي شكل حدثاً ثقافياً هاماً على صعيد الانفتاح على الوطن العربي والعالم ، ووفاء لمدينتنا بيروت وتمتين أواصر الفرح و الوجع والتضامن … وقد شارك فيه أكثر من 50 شخصية أدبية وفكرية وفنية ، عبر المنصة الإلكترونية ومن جميع دول العالم ، فكان هذا المهرجان بمثابة انتفاضة فكرية وثقافية على الركود والتراجع في ظل أزمة الكورونا التي أعاقت الحركة الثقافية ، فجاء المهرجان كرد فعل وإصرار على الحياة بأننا لن نقبل بالهزيمة والانكفاء والإحباط واليأس .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى