معركة الكرامة برواية شاهد على الحدث / عطا الله الدوجان

سواليف

#معركة_الكرامة
بقلم : شاهد على الحدث / عطا الله الدوجان


الخميس 21 / 3 / 1968
ذهبت إلى المدرسة صباحا وكنت طالبا في التوجيهي (الثاني عشر ) وما أن بدأت الحصة الأولى حتى حدث ارتباك خارج الصفوف وإذا بأحد المعلمين ينبه بانتهاء الدراسة والمغادرة إلى البيوت …وأثناء ذلك علمنا أن هجوما اسرائليا بريا قد بدأ بمنطقة الأغوار ، كنا على وجل حيث لا تزال آثار هزيمة حزيران 1967 مخيمة على وجدان كل إنسان مسلم … عدت إلى البيت وحالا انطلقت إلى مركز متطوعي الدفاع المدني الموجود بمدرسة حطين بمدينة الزرقاء وكان الراديو لا يفارق صوته مسامعنا لمتابعة ما يجري
علمنا أن قتالا شرسا بدأ في الخامسة صباحا بعد دخول قوات اليهود إلى الضفة الشرقية من #نهر_الأردن بين #الجيش_العربي الأردني والمتواجدين هناك من الفدائيين الذين تشكلت قواتهم من البلاد العربية المختلفة من الأردن والعراق وسوريا والسعودية بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الفلسطينيين
دخل #اليهود إلى ثلاث مناطق أو محاور
المحور الأول وهو المحور الأعنف محور سويمة – الكرامة
المحور الثاني هو محور دير علا
المحور الثالث محور غور الصافي
إلا أن القتال تركز على المحور الأول
نسمع #بيانات_عسكرية مشجعة من إذاعة عمَّان
ولكن النشوة الحاسمة كانت في نشرة أخبار الساعة الثانية ظهرا حيث وضح الناطق العسكري الأردني ما تم وكيف أن الدفاع كان شرسا وأن اليهود يحاولون الانسحاب
#المدفعية_الأردنية المتمركزة في جبال السلط أبلت بلاء حسنا فرغم الطيران الاسرائيلي الكثيف وقصفه لمواقعها إلا أن جنود المدفعية صمدوا وقطعوا بقذائفهم خطوط الاتصال بين جيش اليهود شرقي النهر وقواعده غربي النهر
صيحات الله أكبر من جنود الجيش العربي فعلت فعلها في بث الشجاعة عندهم
الالتحام كان بالسلاح الأبيض ، قناصات الدروع التابعة للجيش مدافع 106 ملم فعلت فعلها بعون الله في #تدمير_دبابات العدو ومجنزراته
في السادسة مساء خطب المرحوم الملك الحسين معلنا رفضا أردنيا بإسناد عربي وقف إطلاق النار الذي كانت تطالب به إسرائيل لأول مرة في تاريخها ،اسرائيل تريد وقف إطلاق نار لسحب قواتها والأردنيون يرفضون ذلك إلا بعد انسحاب اليهود مدحورين من شرق النهر
حالة من السعادة بالنصر
في التاسعة مساء أعلن الناطق العسكري الأردني إتمام دحر اليهود
لأول مرة تغنم قوات الجيش العربي الباسلة مدرعات وناقلات يهودية وتم عرضها للمواطنين بجوار مبنى أمانة العاصمة عمان القديم قرب المدرج الروماني
أرتقى الشهداء إلى ربهم في عرس تَحُفُّه عقيدة الإسلام ممثلة بصيحات الله أكبر
الكرامة أعادت للنفوس الثقة وأكدت أن اليهود جبناء ومغرورين مهما امتلكوا من سلاح ومهما تحصنوا وراء الجُدُر وأن قتالا في سبيل الله كفيلا بدحرهم
الكرامة حدث للعبر والدروس ومزيد من الثقة بالنفس
ذكرتنا معركة الكرامة بجيوش الفتح الإسلامي التي تمركزت في ذات المنطقة لفتح بيت المقدس وهاهي قبورهم تملأ الاغوار
يا ابا عبيدة
يا معاذ بن جبل
هؤلاء هم ابطال الكرامة يستمدون من جهادكم مددا
الكرامة أثبتت لنا ان جيشنا هو ذخيرتنا في الأيام الصعبة
الكرامة علمتنا أن إصرار القائد وجنوده يصنع الصمود ولا تزال كلمات الملك الحسين رحمه الله ترن في أذني وهو يعلن رفض وقف إطلاق النار بعزة وافتخار
الكرامة أعادت الانتباه أن النصر بيد الله وأن صيحات الله أكبر هي التي ترعب اليهود وتجعل المقاتلين يرون الجنة ويطلبون الشهادة وأن أغاني ام كلثوم وأهازيج سميرة توفيق وغيرهما ما زادتنا إلا خورا وجبنا وهزائم
الكرامة علمتنا أن النصر بالإقبال على الله وأن شعارات أخرى كنا نرفعها في الخمسينيات والستينيات من قومية وماركسية وعلمانية كانت سببا في الذل والمهانة
علمتنا الكرامة أن الاتحاد قوة وان الفرقة ضعف
تقبل الله الشهداء وحمى الله هذا البلد المرابط من شر اليهود

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى