متى نكون أكثر وعيا واشد حزما؟

متى نكون أكثر وعيا واشد حزما؟

نايف المصاروه

وَعي: (اسم) مصدر وعَى ووعِيَ، الوَعْيُ، الفهمُ وسلامةُ الإدراك.
الوَعْيُ (في علم النفس) : شعورُ الكائنِ الحي بما في نفسه وما يحيط به.

من الذكريات… في العاشر من نيسان من العام الماضي 2020،لم يسجل في المملكة اية حالة وفاة او إصابة بفيروس كورونا، وبسبب حالة الإغلاق والحجر، وفي إيجاز مسجل لوزير الصحة السابق د. سعد جابر قال في حينها، إن عدم تسجيل أيةإصابة جديدة لا يعني إنتهاء الوباء، وإن ما حصل هو  نتيجة الإلتزام  بالإجراءات المتبعة لمواجهة فيروس كورونا.

مقالات ذات صلة

وفي مثل هذه الأيام من العام الماضي، وبعد اكثر من ثلاثة اشهر من انتشار جائحة كورونا، كان المجموع الكلي  للإصابات  في الأردن 372 حالة، وعدد المتعافين  170 حالة، فيما بلغ المجموع الكلي للوفيات “7”حالات فقط.
في العام الماضي كانت الحكومة اكثر حزما واشد صرامة في تطبيق الإجراءات، لذلك كنا أكثر التزاماً، في مثل هذه الأيام من العام الماضي 2020، تصدرت قصة نجاحنا في مواجهة فيروس كورونا، عناوين وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية، أذكر منها للذكرى… وأذكر بها للتدبر والإتعاظ ، لعلنا  نكون اكثر وعيا، ونرجع الى ما كنا عليه، وترجع الحكومة الى الحزم في تشديد الإجراءات، ولا ننسى أنها تجربتنا لا تجربة غيرنا.

في العام الماضي بثت قناة دبليو سي بي  الإخبارية الأمريكية عن الإجراءات التي طبقها الأردن لمكافحة واحتواء انتشار فيروس كورونا ، مشيرة إلى أن الإغلاق الذي فرضته الحكومة الأردنية يعتبر الأقوى والأنجح والأنجع على مستوى العالم.

وأجرت القناة مقارنة بين الإجراءات التي نفذتها الولايات الأميركية ، وبين الإجراءات التي نفذها الأردن، موضحة أنه على الرغم من شعور الناس في الولايات المتحدة بحجم وشدة الإجراءات، إلا أن الأردن يطبق حالة إغلاق شاملة تعد الأقوى على مستوى العالم، وأشارت إلى حزم السلطات الأردنية في تطبيق الإجراءات منوهة إلى حجز أكثر من 600 سيارة ونحو 1600 شخص، خلال اقل من شهر لمخالفتهم التعليمات السارية.

واقعنا اليوم.. وبكل اسف وبسبب الاستهتار والتراخي بلغ المجموع الكلي للإصابات 659٬250، وبحمد الله بلغ عدد المتعافين منهم 581٬170، وبكل اسف بلغ المجموع الكلي للوفيات 7٬646، أسأل الله ان يرحمهم، ولدينا اكثر من 70٬434 حالة نشطة، ولدينا تقريبا 729 حالة حرجة، اسال الله ان يعافيهم ، كل ذلك شكل ضغطا على منظومتنا الصحة، فارتفعت نسبة إشغال الأسرة بشكل مقلق.

بالأمس القريب احد مسؤولي لجنة الأوبئة، يحذر الأردنيين من “الركون” بعد هبوط المنحنى الوبائي،فهل تعلمون يا معاشر السادة الأردنيين، أن هذا الهبوط وصل الى اكثر من 80 حالة وفاة واكثر من 3500إصابة ليوم امس الجمعة، ويعتبر هبوووط !

من أشكال الإستهتار وبالأمس وبالرغم من قرار الحجر، بعضهم يفتحون مسجدا لإداء الصلاة، وتتكرر حالات الضبط للإحتفالات بالزفاف والتجمعات.

وقبل أيام أغلبية نيابية تطالب بالتخفيف من الإجراءات، وقبلها مذكرة من بعض العلماء تطالب بالسماح بفتح المساجد، وآخرون يعلنون عن فعالية إحتجاجية تحت عنوان كمامتك وسجادتك، اقول لمن يطالب بالتخفيف، أين هي الشدة او التشديد  وما هي النتائج؟

والى السادة النواب..بما انكم أقرب إلى صنع القرار.. هل ما يعلن عنه رسميا لحالتنا الوبائية حقيقة أم خلافها؟
فإذا كانت حقيقة، فهل دعوتكم للتخفيف تصب في مصلحة الوطن، وتحت اي المسميات كانت ؟

يا سادتنا النواب… كنا نأمل منكم محاسبة كل المقصرين، الذين اوصلونا الى ما نحن عليه، في شأننا الصحي.

وللسادة اهل العلم… بحد علمي ان الامة اجمعت على حفظ الضرورات الخمس والتي هي الدين والنفس والنسل والمال والعقل.
وأعلم ان حفظ الدين يسترخص لأجله المال والنفس، ولكني اسال في حالة انتشار الوباء كالحالة التي نعيشها مع وباء كورونا ، اليس حفظ النفس مقدم على ما سواه؟
ثم أليس من الواجب التقيد باجراءات الوقاية والسلامة لحفظ النفس ؟
أليس النفس تفتدى بالمال، والمال يمكن استِدراكُ ما فات منه بالبيع والشراء، بخلاف النفس إذا هلكت!

وهنا اسأل أيضا لماذا شرعت صلاة الخوف؟
ولماذا شرع الجمع للصلوات في المطر والبرد، والإبراد في الحر القائض؟
اليس كل ذلك من اجل حفظ النفس؟

اذا لماذا كل هذه التعديات والمخالفات؟

ولسادة أهل العلم أيضا.. ، لماذا لا تبادرون إلى حملة إعلامية لترسيخ مفهوم فقه النوازل، ووجوب القنوت وفضائل الذكر والدعاء ووجوب الإلتزام بالتعليمات؟

وإلى أهل العلم أيضا وأهل المساجد بشكل خاص، لماذا لا تبادرون ومن المساجد ذاتها ، كل في حيه وقريته الى حملة للتطعيم والى إجراء الفحصوصات، أليس من صميم شريعتنا وإسلامنا حسن التوكل والأخذ باسباب الشفاء والتداوي؟

حالتنا الوبائية… تحتاج من الجميع التعاون والإلتزام وعدم التفلت، كما تحتاج الى وعي أكثر، فنحن نواجه فيروس لا ترى هيئته، ولا تشاهد صورته، ولا يسمع له صوت، والسلامة منه غنيمة، والإصابة به تكون في أقل من رمشة العين لمن يتساهل.

كما ان حالتنا الوبائية تستدعي أيضا من الحكومة الى الحزم بشكل أكثر، وعدم التهاون في الرقابة، فبالامس القريب… كان يوم الجمعة.. وكان هناك خرق بشكل واضح، وقد تكرر في ايام الجمعة السابقة، كما انه يتكرر في ساعات الليل.

فإن كنا جادين في الوقاية والوصول الى السلامة، فإما التعاون للننجو جميعا ، وإما أن تعلن الحكومة… بأن من أراد السلامة فليأخذ باسبابها، ومن يتهاون فسيتم محاسبته قانونا، ثم معالجته على نفقته.
لانه بصدق… قبعت….!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى