ما كان لنا في البعد خيار! / د.أحلام محمد الزعبي

ما كان لنا في البعد خيار!

ما كان لنا في البعد خيار، ففي بلادنا لا نملك حتى الديار، لا أرى في وطني الا الشجار، فوضي وضجيج يغرق البحار، اصلاح يلهث لاحقا وراء دمار، وأرواح هائمة تحلم بالعمار…

جملة تلخص حال كل من اختار أن يهجر بلاده ليلازمه لقلب مغترب ، نفكر بالرجوع ولكن؛ حالنا في بلادي كحال طفل خائف مضطرب، كتجاعيد كهل لا تدل الا على كل شىء مكتئب….
كنت وما زلت مرارا وتكرارا أتساءل عن مدى صحة “بلادي وان جارت علي عزيزة”؛ فبعد سنوات من غربتي أبشرك يا صديقي أنه لا يعز علينا الا تلك البلاد البعيدة، وجدنا فيها ما لم نجده في بلادي التعيسة.
يا هذا! أعذرني فأنا لا أقصد الشتيمة… فهذه حقيقة الأمر ولن أدفع عليه ضريبة.
لذنا بالفرار منكم، فأمست الحياة في بعدكم جميلة….
يقولون “الغربة كربة” ولكن الكربة في غياب العدل و الفضيلة….
غربتنا كانت في بلادنا التي لم نجد فيها أي غاية أو وسيلة….
فيكي يا بلادي سعينا ولكن…. خطواتنا فيك تائه خائبة ليس لها من أمرها حيلة….
يا بلادي مهلا! فنحن أصبحنا في مكان…
أعذريني… نخاف عليك من قطيع الخرفان…
نهب وسلب، لن يبق لك الا القحط على مر الزمان..
فأرض الله واسعة، فيها شتى أنواع الجنان…
ها أنا هنا؛ خير تجربة وبرهان…
سلكت دربا لا يجرؤ عليه الا الشجعان…
فلكل مجتهد نصيب، فهذه سنة الأكوان…
الا في بلادي تتغير سنن الكون، وتتعجب لها الأذهان…
أيكمن اللغز بأني لست ابنة ” فلان أو علان”؟! ولا أمت بصلة لأي عين من الأعيان؟!

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى