ماذا يريد الناخب من النائب بصدق ..؟

ماذا يريد الناخب من النائب بصدق ..؟
أ.د حسين محادين

بدون مراوغة،
مجلس النواب القادم سيكون تجسيدا مطابقاً لمدى انحياز وصدقية الناخب الاردني لمصالحة، واولوياته الاساسية أن أراد فرضها كأمر واقع في البادية والريف؛والمدينة؛والمخيم؛ وهذه مصادر ثقافتنا الفرعية كمجتمع اردني متعلم ونامِ معا.
لذا يجب عليّ كأكاديمي ومحلل لواقع ومآلات الانتخابات من منظور علم اجتماع السياسة؛ أن انبه القارىء وصانع القرار المهتم؛ لضرورة فهم معطيات وواقع تأثير كلِ من هذه الثقافات الفرعية الاربع على تشكيل وتشريعات مجلس النواب المقبل ام لنا او علينا.
وأُذكّر هنا ايضاً بأن المجلس القادم، سيكون تجسيدا حقيقيا لصدقية كل ناخب /ة منا ان وجدت لدينا ؛ لأننا سنكون وطن ومواطنين بعد ظهور النتائج النهائية لتركيبة المجلس القادم ونوعية اعضائه امام مِرأة الوعي أو الغباء التي ستفضح حقيقتنا كناخبين قبلا ومن بعد، لأنها كِمرأة غير مجاملة ومعريّة لزيف جُلنا منتخبين مباعين لأصحاب السلطة والمال من المرشحين ابتداء ام غير مباعين، وستظهر لنا ايضا ما هو واقع ومستقبل المجلس المقبل كيف سيكون أداؤه لانه نتيجة منطقية لكيفية اختيارنا نحن، ولواقع تصويتنا لشخوص ومهارات النواب فيه.
و ستعرّينا مرأة النتائج والتي بوسعنا صناعتها بصورة أفضل لمصالحنا كمواطنين من الآن، ستعرّينا بوضوح مُعلن ايضا ،أن كنا قد مارسنا بيع وتجيير وعينا واصواتنا ، افراداً أو عشائر ونقابات وأحزاب وابناءً لثقافاتنا الفرعية. عليها ان تفكر ومن ثم تقرر هل نعطي اصواتنا لمن لا يستحق أن يكون نائباً معبراً عنا بوعي وأمانة، ام من هو عاجز عن نقل ثقل وادوار منطقتنا الجغرافية وادوارها المعززة لمسيرة وطننا في خدمة شبابه واجياله ككل بالمحصلة وفقا للقانون الحالي…نحن فقط من يقرر الإجابة على تلك الأوجاع الموزعة بين تفكيرنا وممارساتها الانتخابية
يا للدهشة.
1-اريد نائباً رجلا او امرأة؛ نظيفا العقل وعميقا التفكير وعلى مساحة واوجاع الاردن وطموحات المؤمنين فيه كوطن، وأن يجسدا فعلا وبسلوكيات إجرائية واجباتهما التشريعية والرقابة كما هي في الدستور، وبافتراض متفائل أن مثل هؤلاء يمكن أن ينجحا اصلا، لأن الناخب الاردني مراوغ وغير جاد فعلا بأن يمارس كبير وعيه تعليما في صغير تصويته السلوكي عند الانتخاب بدليل نوعية وضعف مجالس النواب من جهة وتميز بعض أعضاء هذه المجالس كأفراد، وورد هذا الواقع المُر هو استمرار ممارستنا للتناقض بين ما يقوله الناخب ومن يصوت له فعلا.
فالناخب الأردني رغم كل البرمائيات التي يمارسها بعد انتخاب كل مجلس نيابي فأنه الوحيد ربما العالم غير ليس الجاد رغم تعليمه العالي، في الانحياز لمصلحته كمواطن هوية وتشريعات،لانه يعاني من عدوى الازدواجية في بُناه العقلية والحياتية عموما وفي تضاد موجع بحاجة لدراسات علمية وسياسية اعمق.
2-اريد نائب خدمات وأبن عشيرتنا تحديدا كأمتياز؛ لا يفهم في التشريع؛ قدر فهمه وقدرته على انتزاع التوظيف لأبنائنا في قطاع عام”حكومي” لم يُعد هو الموظف الأكبر في الاردن بعد ظهور الخصصة ، واستئثار القطاع الخاص وشركات التكنولوجيا بجزء كبير من فرص التعليم على أسس التنافس والمهارات اللغوية والتكنولوجية ادائياً وليس بناء على الواسطات غالبا.
3-اريد نائبا كعراب انتخابات أثناء حملته الانتخابية؛ اريده ان يداوم في مجلس النواب لكنه مقاول سياسي يعمل لدى الحكومات بالقطعة/ القانون؛ فهذا وحده من يجعلني أقرب إلى تولي وظيفة مستشار كهدية لاحقة من المرشح المتنفس المتكرر في الترشح والفوز لانه ‘”مدعوم” وماخذ الضوء الأخضر مِن من..ومن يثبت صدقية هذا الزعم..؟
اخير ؛ماذا نريده كناخبين شريطة عدم بيعنا لانفسنا واصواتنا لجُل مشاريع المرشحين المتنفذين أو غير المؤهلين، ودون استخفاف من قدرات أصواتنا الواعية على إحداث التغيير نحو الافضل ان اردنا ورغم اية تدخلات مزعومة فأن المجلس النيابي القادم، سيكون نحن ايّ كان تصويتنا، فهل نحن جادون صدقا في اختيار النأئب القوي الأمين..سؤال مفتوح على كل الاحتمالات لحين معرفتنا من هم النواب الذين صوتنا لهم عند لانلومن او نزكي الا أنفسنا أردنيين متعلمين أو متواطئين بالضد من أنفسنا ومصالحنا فعلا.
*عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى