ماذا حصل ؟

ماذا حصل ؟ / #يوسف #غيشان

عند تصفح كتاب الدكتور يوسف درويش الغوانمة (التاريخ الحضاري لشرقي الأردن في العصر المملوكي) تذهل من مدى استفادة المماليك من خيرات الأردن وتصديرها إلى العالم لتدر عليهم ذهبا.
كانوا يزرعون في غور الأردن قصب السكر ويكررونه ويبيعونه عن طريق القوافل التجارية، والزيت والزيتون طبعا بكميات تجارية، والبلسم والصودا الكاوية التي يستخرجونها من نبات شجر الدردار والشمان، ويستخدمونها لصناعة الصابون ويقومون بتصدير الفائض الكبير لمصر.
وكانوا يزرعون نبات الحلفا لصناعة الحصر، ويصنعون المنسوجات ويحيكونها ويصدرونها. وكانوا يصنعون المراكب في مدينة زغر جنوبي البحر الميت، ويستخرجون الكبريت الأبيض من البحر الميت ومادة (الحمر) التي هي الأسفلت، وعند خلط المادتين يصنعون منهما النفط، ويصدرونه.. فنكون نحن أول من صدر النفط منذ القرن الثالث عشر الميلادي.
اشتهرت مدينة زغر ايضا في صناعة الأقواس والكنائن، وفي قرية المزار، بين اربد وعجلون، كانوا يختصون بالحفر على الخشب، بينما اشتهرت الكرك وعجلون في صياغة الذهب وتكفيت النحاس وتطعيم المعادن.
وفي مجال التعدين كانوا يستخرجون الحديد من عجلون والأغوار الشمالية، حيث كانت تتوفر أفران ومسابك لصهره وتنقيته، بينما كانوا يستخرجدون النحاس من وادي عربة والرخام حول العقبة.
لا أريد ان أعدد كافة مجالات الإنتاج، وهي كثيرة ومفصلة في الكتاب، بل اختم بأن الكرك المملوكية كانت تحصّل عشرة الاف مثقال ذهب شهريا من المكوس على البضائع المارة من جسر الحسا، ناهيك عن الفوائد المادية من حماية الحج والمتاجرة مع الحجيج.. و و و و و وووووووووووووووووو.
فما الذي حصل لنا ..؟؟؟؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى