ليث شبيلات …ربيع عربي سبق الجميع

سواليف_عبد المجيد المجالي

رسم:إيهاب حصوة

رغم إعتزاله العمل السياسي عام 1993 وندرة ظهوره عبر وسائل الإعلام ربما لأنه هو من يريد ذلك أو لأسباب قد تتعلق بشحصيته التي لا تعترف بسقف أو حد ما يجعل وسائل الإعلام تخشى إستضافته،فهو نفسه لم ينكر خلال إستضافته في برنامج تلفزيوني أن ما يقوله عبر الشاشة وعلى العلن لا يجرؤ السياسيون على قوله لزوجاتهم في غرف النوم ..رغم الإعتزال وندرة الظهور إلا أن ليث شبيلات ما زال يحافظ على مكانته كأبرز المعارضين على الساحة الأردنية والسياسي الذي يحظى بأكبر عدد من المتابعين عبر مواقع التواصل الإجتماعي في الأردن.

الإنتقال من النجومية الإجتماعية إلى التدين والتصوف “الحق على الطليان”

ولد ليث شبيلات في عمان يوم 28/11/1942 ،وهو نجل فرحان الشبيلات الوزير ورئيس الديوان الملكي وعضو مجلس الوصاية على العرش وأمين عمان وسفير الأردن لأكثر من دولة .

بدأ دراسته الإبتدائية في الكلية الأهلية في بيروت حيث كان والده سفيراً للأردن ثم انتقل إلى الكلية الإسلامية في عمان لسنة واحدة وكلية Terra Sancta حتى عم 1956 ، عاد بعدها إلى بيروت ملتحقاً بالكلية العامة حتى عام 1959 ثم إلتحق بكلية الهندسة في الجامعة الأمريكية في بيروت التي تخرج منها عام 1964 ،قبل أن ي حصل على الماجستير في هندسة الإنشاءات من جامعة جورج واشنطن عام 1968.

وكونه إبن سفير فإن هذا الأمر أجبره على التنقل مع والده بين عدة دول ، فإذا كانت لبنان بلد الدراسة فإن تونس هي بلد الوظيفة الأولى قبل أن ينتقل مه والده إلى الولايات المتحدة الأمريكية عندما عين سفيراً إليها عام 1964،لكن الحياة في أمريكا لم تعجبه فإنتقل للعمل في العاصمة الإيطالية روما مدة سنة ونصف،وربما تكون روما المكان الذي دل ليث شبيلات على نفسه وساعده على مراجعة ذاته التي باتت لاحقاً حالة فريدة من نوعها في تاريخ الحياة السياسية في الأردن.

خلال فترة إقامته في روما كان شبيلات يمتلك كل ما يشتهيه الشاب من حياة مهنية ناجحة وحياة اجتماعية نشطة في إحدى اجمل عواصم أوروبا واشدها دفئاً فكان يحدث نفسه ويسألها: إن الناس يحبونك ويحترمونك فهل أنت محترم فعلاً أم انك غير جدير بالاحترام؟ هب أن اللهو حلال فهل يجوز لك أن تلهو وتلعب وبلادك متخلفة معتدى عليها تحتاج إلى جدية وجهد كل مخلص فيها ؟ هل هذا من الشهامة في شيء؟ ثم إنك تجيب الإيطاليين بحماس وبلغتك الإيطالية المكسرة مدافعاً عن الإسلام عندما ينتقدونه بإجابات منطقية مقنعة ، فإن كانت إجاباتك مقنعة فلماذا لا تلتزم بها ؟ أليس هذا نفاقا” أن تحسن الدفاع عن مبدءأ ثم تخالفه في مسلكك ؟ فكانت هذه الأسئلة سبباً لتوجهه نحو الدين ملقياً الحق على “الطليان” في هذا التوجه الذي قلب حياته وجعله يعاني في بحثه عن الحقيقة ودفع ثمناً لذلك بأن خسر جميع أصدقائه وغادر نجومية إجتماعية إلى حياة جديدة غير واضحة المعالم وخالية من أي صديق .

دخول السياسة بلا تخطيط أو إستعداد

كان من نتائج رحلة التدين والتصوف أن غاب ليث شبيلات عن المجتمع وعن مخالطة من هم ليسوا على طريقته خمسة عشر عاماً،وبعد هذا الإعتكاف الطويل رأى أنه لا خير في تربية لا تُستثمر في خدمة المجتمع ولم تكن السياسة ضمن خياراته بل انصب تركيزه على النشاط الاجتماعي والثقافي الذي يبرز الإسلام كأداة نفع عام للمجتمع الإنساني بجميع شرائحه،ومن هنا بدأت رحلته مع الإنتخابات عندما رشح نفسه للمرة الأولى لمنصب نقيب المهندسين عام 1978 في فترة كان الوجود اليساري يتربع على قمة الساحتين الاجتماعية والسياسية فلم يحالفه النجاح،وبعد مرور أربع سنوات أعاد الكرة ورشح نفسه مرة أخرى لمنصب نقيب المهندسين فنجح وصار أول نقيب إسلامي يصل إلى إحدى أهم النقابات المهنية الاثنتي عشر التي كان مجرد الوصول إلى عضويتها حلماً لم يحققه الإسلاميون، وكان هذا النجاح بمثابة “المناسبة” التي أدخلته عالم السياسة دون تخطيط منه ودون استعداد، فقد كان مجلس النواب مغيباً وحل مكانه مجلس وطني استشاري معين من قبل الملك الحسين بن طلال _رحمه الله_ وكانت الحكومة آنذاك تتعامل معه كالبرلمان إلا أنه لا يملك الدستورية،وكانت السلطة السياسية ترغب في إضفاء اكثر المظاهر الشرعية على هذا المجلس فقررت أن تعين فيه شخصيات منتخبة فعينت بعض النقباء ومنهم ليث شبيلات. وقد تردد شبيلات في قبول التعيين لأسباب اعتبرت غير مألوفة ، السبب الأول منها أنه سمع بالإرادة الملكية بتعيينه في التلفزيون دون أن يكون قد استمزج بالموضوع ! فاستثقل الأمر. والسبب الثاني أنه كان لا يتقن العربية الفصحى وكان وما زال لا يحترم أي شخص سياسي لا يتكلم الفصحى ويعتبر ذلك نقصاً رئيسياً في تكوين شخصية الإنسان العربي والقيادي بالذات ، السبب الثالث عدم دستورية المجلس الوطني الاستشاري حيث كانت المعارضة تقاطعه بسبب غياب البرلمان !
وبدأت التدخلات لإقناعه بعدم الرفض وقد حسم الموضوع الأول إقناعه بأن الرفض سيفسر كإهانة غير مبررة للملك الحسين والموضوع الثاني بأن الذي تعلم فرنسيته المتواضعة وايطاليته الأشد تواضعا بالممارسة الجريئة يمكنه من باب أولى رفع مستوى لغته العربية بسرعة من خلال الممارسة والدراسة الذاتية ، أما الموضوع الثالث فقد حسمه أحد رجال المعارضة قائلاً له أن هذا منبر فإن عرفت في نفسك القدرة على قول رأيك بحرية فاقبل وإلا فارفض، فقبل !!
وكان المجلس الوطني الاستشاري مغطى إعلامياً بشكل شبه كامل لإضفاء الشرعية المفقودة عليه فتصرف ليث بحرية وجرأة غير مسبوقة من قبل، إذ قرأ الدستور لأول مرة وبدأ يطبقه في مداولات المجلس بصدق ودون خوف وتكشفت الأمور على أن هناك خطوط حمراء غير تلك المكتوبة في الدستور لا يجوز تخطيها فرفض جميع التدخلات لإقناعه بالالتزام بالسقف المصطنع المنخفض فكان في ذلك إحراج للسلطة حيث أن المجلس مغطى إعلامياً بشكل كبير ولم تستطيع السلطة بتر كامل مداخلاته إلا أن ما كان يصل منها إلى الصحافة كافيا للفت الانتباه إلى موقف متميز يتخذه مستشار معين .

ليث شبيلات “النائب” والمعارض الذي ينتقد المعارضة..

وشاءت الظروف ان تعود الحياة النيابية إلى الأردن عام 1984 وأن يكون هناك مقاعد شاغرة في مجلس النواب تحتاج انتخابات فرعية لملئها. وكانت دائرة عمان تمثل وقتئذ 60% من سكان المملكة وتشمل مثلاً الأزرق على بعد 70كم وجرش على بعد 50كم ومآدبا على بعد 30 كم فخاض انتخابات المقعد الشاغر وإكتسحها بضعف الأصوات التي حصل عليها المنافس الذي يليه . إلى هذا الوقت كان المجتمع ما زال يعتبر ليث شبيلات ممثلاً للتيار الإسلامي فقط ويخوض الآخرون الانتخابات ضده لكن ممارسته البرلمانية المميزة والتي غير فيها عادات الأحزاب المتقوقعة على نفسها والتي لم يكن يهمها الدفاع عن الإنسان بشكل عام بقدر ما كان يهمها الدفاع عن الإنسان المنتمي لفكرها أو حزبها أو طائفتها فقط فدافع ليث عن جميع المظلومين بلا تمييز وكان معظم المظلومين في ذلك الوقت من التيارات غير الإسلامية ودخل في مواجهات شديدة مع الحكومة لرفع الظلم عن هؤلاء المعتقلين والمحرومين من العودة إلى الأردن والمحرومين من الوظائف فما أن بلغ عام 1988 إلا وقد اصبح تأييد شبيلات متغلغلاً في جميع التيارات وبدأ الخلاف يظهر بينه وبين قيادة التيار الإسلامي المتمثل بالإخوان المسلمين ولاحت في الأفق غيوم أزمة سياسية واقتصادية وشعرت القوى بقرب حل البرلمان واحتمالات تغيبه وكانت النقابات وما زالت المنبر المتمكن الأقوى والمستقل في الأردن فأجمعت القوى كلها على ترشيح ليث لانتخابات نقابة المهندسين للتصدي للمرحلة السياسية المرتقبة ورفض الإخوان ذلك وخاضوا معركة ضد هذا التحالف إلا انه فاز بأغلبية 3-1 على منافسيه وفعلاً حُل البرلمان وعصفت الأزمة الاقتصادية في الأردن حيث هبط الدينار وتسبب ذلك في انتفاضة عرفت بـ”هبة نيسان” واعطى وجود ليث نقيباً للمهندسين ورئيسا لمجلس النقباء المهنيين في تلك الفترة مجالاً لتصدره قيادة تمثيل الرأي العام المطالب بمحاكمة المفسدين وإطلاق الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان وكانت شخصيته المقبولة من جميع الفئات ومواقفه الصلبة سبباً في جعله نقطة التقاء للجميع في الدعوة إلى مؤتمر وطني أردني يحقق للشعب حقوقه المسلوبة من قبل السلطة التنفيذية برئاسة أحد كبار رجال العشائر وهو المرحوم الشيخ نايف الخريشة وأسندت إلى ليث فيه مهمة المقرر العام. وحال الإعلان عن التحضير للمؤتمر الوطني أعلن الديوان الملكي عزم الملك على إعادة الانتخابات العامة وعلى إصدار الميثاق الوطني برعايته للدخول بالأردن إلى المرحلة الجديدة. وأجمعت القوى قاطبة على رفض الميثاق والتمسك بعقد المؤتمر الوطني وتم خوض الانتخابات النيابية على هذا الأساس وجاء برلمان 1989 مفزعاً الحكومة لأول وهلة إذ كان يبدو أن اكثر من نصفه من المعارضة إلا أنه سرعان ما تبين وفي اقل من شهر بأن معظم الشخصيات والقوى السياسية تتطلع إلى احتلال مراكز في الحكم وبدأت تفاوض عليها إضافة إلى سهولة قبول الكثيرين لامتيازات مخصصة من الديوان الملكي ومن غيره.

السجن واعتزال العمل السياسي

وتفاجأ ليث وبعض الشخصيات , بعضها من الإخوان المسلمين وبعضها قومي ويساري , بقبول الغالبية الساحقة من المعارضة الدخول في اللجنة الوطنية لصياغة الميثاق الذي شاركت فيه كل التنظيمات بعكس ما تعاهدت عليه ، وهنا بدأت مرحلة جديدة بعد اقل من شهر من مباشرة البرلمان لمهامه حيث بدأ ليث بالتركيز على إنتقاد المعارضة معتبراً إياها قد تخلت عن دورها في حماية الشعب وأعلن في ذلك الوقت المبكر (عام 1990 ) انه إذا بقيت الأمور سائرة على هذا المنوال فإنه سيعتزل البرلمان غير مؤمن بهذه المؤسسة التي تمت مصادرتها من مؤسسة في خدمة الشعب إلى مؤسسة في خدمة المتسلطين على الشعب وهكذا كان حيث تم تقديم ليث للمحكمة العسكرية عام 1992 بتهم مختلقة وعلى رأسها ما عرف بـ “النفير الإسلامي” حيث اتهم رفقة ثلاثة أشخاص لا غير بالتآمر لقلب النظام بعد أن ألقى خطابات صريحة في البرلمان يطالب فيها بالإصلاحات الدستورية التي تجعل من الأردن نيابيا دستوريا وليس ملكية مطلقة مغلفة بديكور دستوري كما هو ممارس، وكذلك اثر ترؤسه لأول مرة في تاريخ الأردن أعلى هيئة تحقيق تحقق مع الوزراء وتوجه لهم الاتهام وكاد ينجح في إحالة رئيس وزراء سابق للمحاكمة حيث حصل التصويت بالإدانة على 48 صوتا ينقصها 4 أصوات للحصول على أغلبية الثلثين المطلوبة ولكنها كانت إدانة سياسية لأنها حصلت على الأغلبية المطلقة للبرلمان وبعد اقل من شهر من هذه الجلسة وحتى لا تفتح اللجنة تحقيقا يمس رئيس الوزراء العامل يومها تمت محاكمة الشبيلات وصديقه النائب الشيخ يعقوب قرش مع اثنين آخرين لا يعرفهما من قبل ودبرت لهم قضية النفير المزعومة عام والتي فُضحت بانكشاف التزوير المنظم الذي مورس ضد المتهمين الرئيسيين ، فحكم بالإعدام مخفضاً لعشرين عاماً بالأشغال الشاقة بسبب “حسن سلوكه!!!” واغلق الملك الحسين الملف بعد يومين من صدور الحكم المضحك بإصدار عفو عام اخرج فيه ليث من السجن بعد أن استمرت المحنة بكاملها 75 يوما. وعاد ليث إلى البرلمانً ، وعندما قرب موعد توقيع معاهدة وادي عربة وموعد الانتخابات النيابية عام 1993 تعهدت جميع القوى المعارضة أن لا تشارك في الانتخابات إذا مررت الحكومة قانون الصوت الواحد الذي يقزم النيابة من نيابة للشعب إلى نيابة عن حي أو عشيرة وعندما مر قانون الصوت الواحد لوح وأطلقت تهديدات لكل من لا يشارك عادت معظم الاحزاب والقوى والشخصيات المعارضة عما تعهدت عليه وشاركت في الانتخابات فيما بقي ليث يعزف منفردا ورفض المشاركة واثبتت الأيام صحة موقفه حيث أن باقي القوى اتخذت قرار مقاطعة الانتخابات النيابية بعد أربع سنوات، وكان تمرير قانون الصوت الواحد عام 1993 سبب أو ربما أحد الأسباب الذي دفعت شبيلات لإتخاذ قراراه باعتزال النشاط السياسي مكتفياً بالنقابي والثقافي.

السجن مرة أخرى والفوز بمنصب نقيب المهندسين من داخله !!
لم يرق لشبيلات اندلاق السلطة في التعبير عن مشاعر الحزن على من تسميه “شهيد السلام” رابين , فألقى محاضرته الشهيرة حول “وعد بلفور وموقف الحكام العرب” التي ذكر فيها الاتفاقيات التي ابرمت مع الصهاينة منذ مطلع القرن وقد حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات وقد تم انتخابه وهو في السجن نقيبا للمهندسين لمرة رابعة رغم ان الحكومة بذلت كامل جهودها لاسقاطه وسعت لذلك بشتى لكنه حصل على 85%من الاصوات. وبعدها بشهر تحدى السلطة مرة أخرى من السجن بترشيح نفسه عن مقعد محافظة البلقاء في الانتخابات التكميلية حيث حصل على تأييد كاسح في فترة ما قبل الترشيح مما اضطر الحكومة الى استصدار امر قضائي بمنعه عن الترشيح ورغم ذلك فقد حصل على بضعة الاف من الاصوات في الصناديق رغم انه غير مرشح. وفي أب1996 حدثت انتفاضة الخبز في الكرك والطفيلة وكان شعار المتظاهرين الاول المطالبة بالافراج عن ليث الشبيلات وبعد ان أمضى أحد عشر شهرا في السجن حضر الملك الى السجن شخصياً وافرج عنه واصطحبه بسيارته الى المنزل .

ليث شبيلات وعلاقته بنظام صدام حسين، وسابقة رفض العفو الملكي

عندما أزَّمت الحكومة الاردنية العلاقات مع العراق واستغلت إعدام العراق لاربعة اردنيين من ضمن مجموعة حوكمت لإدارتها شبكة تهريب لتسعير الخلاف بين الأردنيين والعراقيين تدخل المهندس ليث شبيلات وزار العراق حيث افرج الرئيس صدام حسين عن جميع السجناء الاردنيين تكريما للشعب الاردني ممثلا بليث كما جاء في البيان الرسمي العراقي .
ويبدو أن شبيلات كان يدعم نظام صدام حسين لأن الأخير كان معادياً لأمريكا ورافضاً للإنبطاح أمامها ،إذ يقول :” فهل سمعتم بفتن آخر الزمان؟ أن يضطر إسلامي (مثلي التقرب إلى الله ) بدعم حكم فردي طاغي، (والتقرب إلى الله ) بمخالفة المصلين الصائمين المنبطحين في حضن أميركا؟”

وفي شباط من عام 1998 ومع تأزم العلاقات بين الأمم المتحدة و العراق مع اشتداد التوقعات يهجوم أمريكي عليه, تحرك المهندس ليث شبيلات ضمن اللجنة الوطنية لنصرة العراق لمنع تورط السلطة الأردنية في الهجوم المتوقع و لحشد الشعب الأردني للوقوف مع العراق, وكان من ضمن النشاطات محاضرة في معان يوم الخميس 19/2/1998 و بعد مغادرته معان في تلك الليلة تم توقيفه في طريق عودته واسندت أليه تهم التحريض على التجمهر غير المشروع وإثارة الفتنة. وكان في 12/5/1998 أن أصدرت محكمة أمن الدولة قرارها بحبسه تسعة أشهر في قرار غير متوقع نظرا لضعف الأدلة و الشهود الذين قدمهم الأدعاء.
وفي أقل من أسبوع أصدر الملك عفوا عن المهندس ليث شبيلات بعد زيارة غير مسبوقة قام بها الى مجمع النقابات المهنية, فما كان من المهندس ليث إلا أن بعث برسالة من داخل السجن يعلن فيها رفضه للعفو الملكي, وذلك في سابقة غير معهودة في تاريخ الحياة السياسية في الأردن.

ثبات لا يخالطه تناقض وربيع عربي سبق الجميع:

خلال تاريخ ليث شبيلات السياسي يحسب للرجل الثبات على مواقفه وعدم تغييرها حتى في ظل فترة الربيع العربي التي غيرت مواقف الكثير من الناس، فهو لم يكن في يوم من الأيام إنقلابياً ولم ينادِ سوى بالإصلاح والملكية الدستورية، وليس من باب المبالغة القول أنه أوقد شعلة الربيع العربي قبل الأوان بكثير، ويبدو واضحاً من خلال مسيرة الرجل أنه لم يطمع يوماً في منصب ولم يعارض بحثاً عن منفعة شخصية،وفي الوقت الذي يتهرب فيه السياسيون من مواقفهم ويحنوا رؤوسهم لصانعي القرار طمعاً في متاعها الزائف ونعيمها الفاني ظل “أبو فرحان” قابضاً على جمر مواقفه ،متصالحاً مع نفسه، داخله وباطنه سيان .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى