لماذا انتهى إضراب الأسرى؟ / عمر عياصرة

لماذا انتهى إضراب الأسرى ؟

بعد 41 يوما على اضراب الاسرى الفلسطينيين «الكرامة»عن الطعام، فوجئنا بموافقة اسرائيل على التفاوض مع مروان البرغوثي (قائد الاضراب) مما اسفر عن تعليق الاضراب والقبول ببعض الشروط وتأجيل بعضها.
هو انتصار للارادة، لا يمكننا ان نقول اقل من ذلك، فالصورة التي جرى عليها الاضراب وتفاعل الجماهير معها، ثم استجابة السجان الصهيوني لبعض المطالب يشعرنا بأن ثمة رسالة نصر معقولة يمكن الحفاوة بها.
لكن في الحقيقة هناك في خلف الكواليس اشياء كثيرة حدثت، ربما، هي التي دفعت «قيادة الاضراب» واسرائيل للوصول الى مرحلة انهاء الاضراب بالحد الادنى من الصخب.
الضفة الغربية في الايام الاخيرة تفاعلت مع الاضراب بشكل يهدد بخطر انفالاتها من عقال ارادة ابو مازن، ومع دخول شهر رمضان، ازدادت الخشية من انقلاب السحر على الساحر وبالتالي انفجار هبة او انتفاضة لا تحمد عقباها.
من هنا تحرك ابو مازن، وتحت عناوين التنسيق الامني، استطاع ان يقنع اسرائيل بخطر عدم استجابتها لبعض مطالب الاسرى، واعتقد ايضا ان «مروان البرغوثي» قدر الموقف، ولم يتصلب كثيرا فجرى الاتفاق على انهاء الاضراب.
ايضا هناك سبب آخر يتعلق بمبررات الاضراب عند قيادته، فقد شعر هؤلاء برغبتهم العودة الى الاضواء، لكنهم اكتشفوا ان المشهد الفلسطيني يعيش بؤسا قياديا يفوق محاولاتهم.
على الجانب الاخر، لا يعقل ان يأتي ترامب الى المنطقة، ويتحدث عن سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولا تجامله اسرئيل بإنهاء الاضراب من خلال تنازلات شكلية لا سيادية.
على كل الاحوال، الاسرى ابطال في عيوننا مهما حاولت السياسة العبث بهم وبقضيتهم، وواجبهم علينا، ان نواصل العمل للتخفيف عنهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى