قبل أن تدموا حناجركم..

مقال الأحد 27-12-2020
رفعه من جناحيه إلى أعلى ليقدّر وزنه فغضب الديك وصاح وحاول أن يفلت من قبضة الشاري، الا أن الرجل اللئيم أعجبته عصبية الديك فقرر أن يشتريه..مضى به الى البيت، رماه في ساحة الخمّ ، فرد الديك جناحيه وطار إلى أن وقف على سقف “الخم” وقفة عزّ وصاح صيحة الحرية والكرامة ..حلت الليلة الأولى على الديك في بيت سيده الجديد..عند الفجر صاح الديك من جديد وأيقظ باقي ديوك الحي الى أن تنفّس الصبح ..في اليوم التالي اشتكى الجيران من صوت الديك القوى والحاد ..قدِم السيّد غاضباًَ حنقاً وبيده سكّين حادة هدّده قائلا: ” إذا أذّنت ثانية وقت الفجر سأذبحك” ثم غادر الرجل اللئيم..فكّر الديك بالتهديد..ثم راجع نفسه قليلاً…قال هذا مجنون ،قد يذبحني فعلاً ..ثم أني ديوك الحي كثيرة ، ماذا يعني لو صمتُّ هذه الليلة ،باقي الديوك سيقوم بالواجب..حرص مالك الديك أن يسمع صوت ديكه من عدمه في الفجر الثاني ، لكن الديك صمت..فضحك السيد بسرّه..قائلاً هذه أولى خطوات الترويض…
في اليوم الثالث قال له : أيها الديك المغرور..لن أعطيك علفاً حتى “تقاقي” مثل الدجاجة، أحمرّ وجه الديك..ورفرف بجناحيه فلوّح له المالك بالسكّين..”فخزى الديكُ الشيطانَ واستهدى بالله”..وقال بينه وبين نفسه، حتى “لو قاقيت” لن يعرف بهذا التنازل أحد..فأنا في الخم وحيداً، ولن يعرف خارج محيط البيت فعلتي هذه..”قاقا” الديك كما تفعل الدجاجة ونال العلف…وضحك السيّد من جديد وغادر…
في اليوم الرابع حضر المالك الى الخم..ركل باب بيت الديك برجله، وضع الطنجرة والنار وبدأ يغلي الماء..ثم قال له : صمتُّ وقاقيت…بقي عليك أن تبيض الآن، “ان لم تبض اليوم..سأذبحك وانتف ريشك” معك مهلة حتى تغلي الماء ” ..نقر الديك حنجرته حتى أدماها وقال: أنا من ضحّيت بسلطة ” الصياح”..أنا من ضيعت مفتاج “الصباح”..
يا أيها ألأحرار،يا أيتها الصحافة الحرة..عندما توقفتم عن الصياح طلبوا منكم أن تبيضوا..قبل أن تدموا حناجركم ، عودوا الى أذان الفجر..

أحمد حسن الزعبي
Ahmed.h.alzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى