في ندوة لشبكة زدني للتعلم … وضاح خنفر : الوجود السابق للخلق حقيقة اعلمنا بها القرآن

سواليف: غيث التل

اكد رئيس ملتقى الشرق ناشر موقع هافينغتون بوست عربي وضاح خنفر على النظرية الوجودية الداعية للإيمان بوجود الإنسان في وقت سابق قبل ان يجيئ به إلى هذا الكون زائراً ثم يغادره بعد زمن يسير جدا جدا في المنظور الكوني ليعود لذلك المستوى الذي كان به من قبل.

وأضاف خنفر خلال محاضرة بعنوان “تقارب الأزمنة وعصر السيولة التامة.. هل نحن مستعدون ؟” نظمتها شبكة زدني للتعلم ضمن سلسلة #القرآن_زاوية_نظر في مجمع النقابات المهنية في عمان ان على الإنسان ان يختار إلى أي مستوى يريد ان يعود مؤكداً ان الإيمان بهذه النظرية يسهل على البشرية استيعاب جميع نظريات الحياة القديمة والحديثة لأنها كلها في النهاية هي خروج مؤقت عن الوجود الدائم الطويل.

وحسب خنفر فإن هذا هو ما أخبرنا الله تعالى في كتابه عندما وصف الدنيا بــ”متاع الغرور” ولذلك يجب في الدنيا بعقلية التسخير التي سخرها الله لنا وهو تسخير ليس لأبداننا ولكن لحملة الوعي الإنساني الذي جاء من ذلك الزمن القديم، وأن التسخير يكون للإرادة الإنسانية التي منح الله تعالى لها حق الاختيار وصولاً لعبادته تعالى.

الوجود السابق حقيقة مسلمة

ويؤكد خنفر ان الوجود السابق يعتبر حقيقة بالنسبة للمؤمنين، فقد كان الخلق موجوداً وبعد ذلك حلت هذه الانفس في الأجساد من خلال الولادة، وان الانسان خلق في ذاكرة اصلية عندما اشهده الله تعالى على نفسه وحمله الأمانة.

ويضيف ان الروح نزلت في الجسد وعاشت في هذا الكون الأرضي ومن ثم تخرج وتعود إلى الوجود الاخر وهو موجود ممتد اما نعيم او جحيم.
منوهاً إلى ان الوجود يختلف عن الإنوجاد وأن البشر موجودين في وقت سابق يختلف عن إنوجادهم في الأرض
ويشرح ان الوجود الكوني ليس هو كل الوجود فالبشر يمتلكون ذاكرة اصلية تنزل بالإنسان نحو التوحيد وإذا لم يوحد الانسان الله سيوحد نفسه ويعبد ذاته وشهواته، فالإنسان ان لم يعبد الله سيعبد الطاغوت.
ويستدل خنفر على نظريته بأن ان البشر عندما حلو في الأرض ونزلوا أبلغ الله تعالى رسله بقوله لهم (ذكر) وهذا يدل على ان الرسل كانوا يذكروننا باليقين الذي يوجد بنا والذاكرة الأصلية المتواجدة في الانسان والتي عاشها سابقاً.
وانه من المسلمات ان الإنسان لو تذكر أصله لعبد الله تعالى وعليه ان يتذكر الشهادة التي شهدها امام الله في زمن سابق عندما اشهدنا على أنفسنا وهو ما قاله تعالى في كتابه الحكيم عندما قال ((وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ))

ويكمل خنفر ان كل البشر بهم نزعة نحو عالم روحي اعلى من من يستقيم معه الأمر ويعبد الله الواحد، واخرون يعوض عن عبادة الواحد الأحد بعبادة أشياء أخرى. لان الاله موجود في كل واحد فينا ان لم يكن واحداً احد فإنه سيكون الهاً مزيفاً

اضطراب الأنفس والثابت الوحيد

البشرية ستعيش في حالة اضطراب هائلة مستقبلا بعدما تتوحد التكنولجيا مع الأنفس ولن يستطيع الانسان ان يأقلم هذه الأمور مع عالمه الروحي وان يستوعب حجم التغيير .. يكمل خنفر.

ويضيف ان تسارع التطور سيؤدي الى اضطراب النفس لان الزمن سيتغير بسرعة كبيرة جدا وتتوحد فينا التكنلوجيا مع أنفسنا ولا نستطيع ان نتأقلم عالم التكنولوجيا مع عالم الروح، لأن الكون لا يوجد به ثابت بعد اليوم، الا شيء واحد وهو القرآن الذي تعهد به الله لأنه من خارج هذه الدنيا المتغيرة (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون)

ويلفت رئيس ملتقى الشرق ان الله كريم والكرم هو تجدد العطاء ولذلك فإن القرآن متجدد والله وصف كتابه بأنه كريم كذلك، ويجب البحث عن كرم الله في كتابه المتجدد دائما.

اللحظة الأكثر تفرداً في التاريخ


وقال خنفر ان اللحظة الحالية التي تمر بها الحياة الإنسانية هي الأكثر تفرداً وتميزاً عبر التاريخ الإنساني من بين جميع المحطات التي شكلت الوعي الإنساني وهي تلك المحطات التي قسمها لأربع مراحل وهي:

1. الثورة الصناعية واختراع الالة البخارية وما سبقها من اختراع للكهرباء وبدء عمل خطوط الإنتاج في العالم.
2. الثورة الصناعية الثانية والتي خرج عنها عدة أفكار تشكل منعطفاً في الحياة البشرية الحالية وشكلت جوهر الحياة الاجتماعية الغربية مثل خصوصية الفرد وتحرر المرأة وغيرها وكلها كانت متأثرة بالثورة الصناعية الثانية.
3. الثورة الصناعية الثالثة والتي تأخرت قرناً من الزمن عن الثانية وجاءت باختراع اخترع الكمبيوترات وانطلق معها الانسان في افاق رحيبة وفي اقل من أربعين عاماً انتقلت البشرية الى بداية ما يسمى بالثورة الصناعية الرابعة بوجود الاميل والانترنت.
4. ماحدث بعد ذلك هو تقارب الأزمنة وتفاعل التكنولوجيا الحديثة واختلاف كل الثوابت الإنسانية التي توارثناها عبر الإباء والاجداد.

وحدد خنفر مشكلة هذه الثورة بأنها لم تأت بتغير بطيء بل جاءت بدفع هائل من الأجهزة والوسائل واخترقت كل حجب الزمان والمكان وبدأت تتفاعل وتغير وتغير أنماط السلوك لدى الانسان وهذا هو ما ميزها عن سابقاتها.

واعتبر ان الثورة الصناعية الرابعة المؤثرة الفعلية ستصل بعد عشرين عاماً إلى ذروتها وستغير علاقة الانسان بالمكان، والجغرافيا لن تعود مركزاً لكثير من المفاهيم الاجتماعية والإنسانية ابدا، وسيتشكل الفضاء والخيال العابر للجغرافيا و يتفاعل في الانسان باطر واسعة ، وبالتالي لن يكون هناك اختلاف كبير بين الحضارات، معتبراً ان معدل التسارع الزمني في التغير لم يسبق له مثيل في التاريخ البشري


تكريم السيد وضاح خنفر من قبل الوزير السابق عدنان الجلجولي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى