عِيرنا سكُوتك

عِيرنا سكُوتك

سهير جرادات

هُو بالله “تعِيرنا سكُوتك لانك كل ما بتحكي بتخبص وبتوحل اكثر” .. وذلك انطلاقا من تهديدك الشهير بأن رؤوسا ستتدحرج، وأنت تقف ك ” أسد الصحراء ” أمام #الشاشات، ( فشر) انطوني كوين امامك؛ وهو يؤدي دور شيخ المجاهدين #عمر_المختار ، وتنطقها بثقة واتقان لترضي المخرج العالمي #مصطفى_العقاد !!..

تغرك البشرة السمراء ،وذلك العبوس، وتلك الكشرة، التي تحيطها طبقة شفافة من الجدية ، لتعتقد وأنت تستمع لذلك المخزون اللغوي ، والكلمات الموزونة الثابتة كثبات ربطة العنق ( التي لا تزيح شمالا ولا يسارا )، لكنك تكتشف أن ما يخرج من الأفواه، مجرد #كلمات خارجة عن الخط ومثيرة للاستهجان وتفتح الباب للتندر والكثير من الجدل !!..

تحتار وأنت تستمع اليه ، هل تقف أمام #شيخ أو #خطيب في يوم جمعة ، أو #عالم لغوي ، لكنك تعيد حساباتك فتجد أنك تقف أمام شخصية تضعك أمام “كل ورطة ولا اختها” ، المشكلة أنه لا يحرج نفسه إنما يحرج مؤسسته ورئيسها ، على الرغم من قناعتنا بأن الرئيس في الغالب لا يكون هو المسؤول الأول عن هذا الخيار(لأن صلاحيته لا تتجاوز اختيار بضع وزراء) ..

دخلكم ،”حدا يخبره، بل ينصحه أن يلتزم الصمت حتى حلول تاريخ انتهاء صلاحيته ، وتقال له الجملة الشهيرة: “الله يعطيك العافية ” ليُركن على الجانب قليلا ، ويأخذ فترة استراحة ريثما تتم إعادة هيكلته وتدريبه على الأداء الجيد، ثم إعادته إلى الساحة مرة أخرى من الشباك مجددا بعد أن يكون قد خرج من أوسع الأبواب، لأنه دخل النادي السياسي الذي يصبح لزاما (عليهم )إيجاد وظيفة تليق بأعضائه ، وتوفر مصدر دخل لهم، على حساب جيوبنا وعقولنا ووقتنا!!!

معقول أن الحكومة عاجزة عن الاختيار الصحيح ؟! في الوقت الذي لا يتم فيه تعيين أي موظف عادي دون أن يجتاز امتحان الكفاءة الذي يعقده ديوان الخدمة المدنية .. اليس الأجدى أن يجتاز هؤلاء السياسيون امتحان كفاءة في إدارة الازمات ، وكيفية إدارة الحديث والتصرف في المواقف الحرجة ؟!..وأن يتم تأهيلهم وتدريبهم واخضاعهم لدورات تأهيلية ، وما المانع من تعيين طاقم تدريبي، يكون مسؤولا عن ظهور الوزير والحفاظ على صورته اللائقة وعن كلامه واسلوبه حتى لا يوقع بتصريحاته الحكومة في مطبات وزلات سياسية لا يصلح معها أي نوع من أنواع ” الزفتة ” لترقيعها !!..

وهل من المعقول أننا أمام معضلة نقص بالكفاءات ؟ خاصة أننا نقترب من القضاء على الأمية ، ونفتخر بأننا بلد يسجل أعلى نسبة في التعليم ، هل يعقل أننا وصلنا إلى زمن عجزت فيه النساء عن أن يلدن أمثال وصفي التل ، حابس المجالي، فلاح المدادحة، ماجد العدوان، صايل الشهوان، علي الشرايري، سليمان النابلسي، كليب الشريدة، هزاع المجالي، مثقال الفايز، سعود القاضي، فرحان شبيلات ، راشد الخزاعي ،سالم الهنداوي ،نمر الحمود ،عمران المعايطة ،حسين الطراونة وغيرهم .. ومن النساء مشخص المجالي وبندر المجالي وعلياء الضمور وهدى خريس واميلي نفاع …

معقول مقدار التفاهة التي وصلنا اليها ، بأن يأخذ ” خزق بنطلون ” روبي، حيزا كبيرا من حديث السياسيين وعليه القوم اكبر من الحديث عن انتهاك اليهود للاقصى، هل يتم الحشد لبنطلون أكثر من قضايا إنسانية كثيرة تعصف ببلادنا مثل البطالة والترهل في مفاصل الدولة على حساب المواطن؟!..هل وصلنا إلى درجة العقم الفكري حتى نسعى من خلال إثارة قصص ساذجة تظهر أنها تسيطر على فكرنا ليظهروا هذا الشعب الذي انجب هؤلاء الرجال بأننا بهذه السخافة والسذاجة ونتحدث في أمور فارغة وسطحية ، وللأسف الحديث وصل إلى أعلى المستويات ، وهو أمر مرفوض محاولة الصاق السطحية والتفاهة بهذا الشعب الذي كان وما زال مصنعا للرجال ، إنما المشكلة والمعضلة تكمن في آلية الاختيار حتى يتم ” تتفيه ” هذا الشعب .. واستغلال ” بنطلون روبي ” لإزاحة الأنظار عن تحركات اللجنة الملكية ومخرجاتها؟!..

الكلام موجه لك : في حال تمكنت من اقناعنا بأن مقدرات الوطن لم يتم بيعها، ستتمكن من اقناعنا بمخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية التي ترفضها الأغلبية وقبل الإعلان عنها، لغياب الثقة وللإيمان بنظرية المؤامرة ، ولقتلكم أي بصيص أمل داخل نفوس الأردنيين …

Jaradat63@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى