عن خطبة الجمعة وغياب جاذبية ” النص الارشيفي “

عن #خطبة #الجمعة وغياب جاذبية ” النص الارشيفي ” / #نادر #خطاطبة

يبدو أن مساجد كثيرة شهدت إطالة وتجاوزاً على العشر دقائق المخصصة كوقت لخطبة الجمعة اليوم، تبعا لقرارات وزارة الاوقاف المتصلة بالجائحة ، واشتراطات فتح المساجد، وبعضها وفق رصد زاد عن ٤٠ دقيقة ، رغم ان تعميم الخطبة الموزع مع نصها حدد المدة بالدقائق العشر ..

القصة ليست إطالة او قصر الخطبة ، بقدر ما حالة الاحتجاج على المضمون وجاذبيته ، ومحاكاته لشؤون الساعة بغض النظر عن طبيعة هذه الشؤون، سياسية كانت او اقتصادية، او ناقدة لظواهر اجتماعية، او اي امر آخر يحظى باهتمام العامة ..

جاذبية الخطاب المستوحاة من قضايا مجتمعية ، ضرورة ، ومنح الحرية للخطيب المتمكن ( وهم ليسوا ثوارا ولا معارضين ) ، بل يحملون فكرا توعويا وتنويريا ، ضرورة ، وقصة العشر دقائق والالتزام بها وان تحولت مطلبا شعبيا راهنا ، فهي انعكاس ضِيق من المضمون المكرور الذي يقدم، وتغيب عنه اليوميات.

الخطبة او الخطاب ايا كان، هو مضمون غايته استمالة واحداث تاثير ، وقصة الاطالة، نستذكر مثلا ان نائبا آثار جدلا على الساحة الاردنية اخيرا، خرج بفيديو يوم أمس مدته ٤٠ دقيقة ، التقينا او اختلفنا على مضامينه ، كلها او بعضها، نقدا او تجريحا ، او ترحيبا ، الا اننا لم نرصد تاففا متصلا باطالة البث ، على العكس البعض وجد فيما قدم بعض معلومة، واخر اتفق ببعض الطروحات الاصلاحية، سيما وان سيمفونية الربابة حاليا نوتتها الاصلاح، وتباين الرؤى حول المعزوفة ان كانت بوتر واحد او متعدد ، فيما سمعنا أراء أيضا ناقدة لطريقة ونهج سعادته ، وأشياء أخرى كثيرة ، جلها يصب في أهمية القضايا والتحاور حولها..

موضوع خطبة اليوم الموحدة ” عنوانا ونصا ” وفق تعميم الوزارة كان ” تماسك المجتمع وتآلف القلوب من عوامل القوة والرقي ” ولن نخوض في حالات التذمر والتافف ، التي بدت ملاحظة على المصلين من نواحي الاطالة ، والنقد للمضمون ايضا، فملاحظة شخصية رصدتها ان ” غزوة اُحد ” استحضرها الخطباء كثيرا خلال مضامين خطب الشهر الماضي حتى اليوم ، فهي درس وعبرة حين ضرب الرماة تعليمات القيادة ونزلوا عن الجبل .. وهي نموذج لتحديد عوامل القوة والضعف لدى الآخر.. وهي نموذج لكون الكثرة والشجاعه ليست وحدها عناصر الحسم ، وان التوحد خلف القائد وفق شرعة الدين اساس تحقيق النصر ، وهي نموذج الألفة الاجتماعية والتطور والنماء والرقي ، وكل ما شئتم من طموحات إيجابية..

الناس ترى ان وزارة الاوقاف كناظمة للشؤون الإسلامية والدينية ، مطالبة ان ترتقي لمستوى المصلين بخطاب جاذب يحاكي همهم، وفكرهم، ووعيهم، وثقافتهم، وان تغلق صندوق أرشيف الخطب الذي تستل منه خطبة مكرورة كل جمعة ، لاتكلف نفسها الا تعديل تاريخها الزمني..

اخيرا .. الوزارة مطالبة ان تسعى لتطوير رؤيتها لخطبة الجمعة ، ان كانت مؤمنة بالحوار السياسي والاقتصادي والاجتماعي الدائر اليوم ، وان كانت بخلاف ذلك فهي مطالبة بالزام الخطباء بالمدة تحت طاولة المسائلة ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى