علاجات صينية لمشاكل عربية / يوسف غيشان

علاجات صينية لمشاكل عربية

– ( مثل الكي ع الفكك)
هذا مثل عامّي الأردني، الذي لا بد أن له يتواءم في امثال شعبية مشابهة في بقية البلاد العربية، ويعني المثل بأن الأمر ممتاز وناجح كما تنحج عملية الكي بالنار في شفاء المريض من الانزلاقات التي تحصل في مفاصل القدمين او الرجلين. على الأغلب فإن انشغال المريض بالآلام التي تخلفها عملية الكي تلهيه عن آلام تفكك المفصل، وعندما تنتهي الام تفكك الكي،يكون المفصل قد شفى نفسه.
أما الصينيون، فلديهم علاج يسمونه (هيولياو) وتعني العلاج بالنار الذي يكون هو الحل عندما يستعصي المرض على الصينيين، فالنار ليست بالضرورة مصدر تهديد لأنها تعتبر شكلا من أشكال العلاج البديل الذي يمارس منذ مئات السنين.وعلى الرغم من عدم وجود إثبات طبي يؤكد فاعليته إلا أن المروجين له يؤكدون قدرته على الشفاء من أمراض كثيرة.
يبدأ العلاج بأن يسكب المعالج محلولا كحوليا على ظهر مريض ملفوف بقطعة قماش ثم يعمد إلى إشعاله. في الصين ثمة كثيرون مقتنعون بمنافع مثل هذه الأساليب التقليدية على الصحة.وهذه الطريقة المعروفة باسم «العلاج بالنار» والمألوفة لدى العارفين بالطب التقليدي الصيني تنسب إليها منافع عدة، كمعالجة الضغط النفسي وعسر الهضم ومشاكل الخصوبة وحتى بعض أنواع السرطان.
ويتم العلاج بدهن المنطقة التي تعاني من مشكلة بمرهم مصنوع من الأعشاب وتغطيتها بقطعة قماش مشبعة بالكحول وتضرم النار فيها.وقد تصل مدة الجلسة الواحدة إلى ثلاثين دقيقة وفقا لحالة والمريض.
ويفترض أن يكون العلاج بالنار بسيطا ومن دون ألم في ما لو تم على يد خبيرة ومدربة لكن في بعض الأحيــــان قد تقع كوارث.ويبدو أن عدم ثبوت منافع هذه الطريقة علميا لا يحبط من عزيمة المدافعين عن هذه الممارسات التي تعود إلى قرون عدة غابرة ولا تزال تمثل متعة للنظر لدى محبيها.كما أن هؤلاء المنادين بفوائد هذه الطريقة يؤكدون أن تحفيز نقاط الوخز بالإبر بواسطة الحرارة أو تقنية الكي أثبتت مزاياها منذ زمن طويل. انتهى الاقتباس والتحرير.
أما بعد،
فإن جميع أنواع الطب البديل هذه، من المشرق والمغرب، تسعى شعوبنا العربية، لا إراديا، الى تطبيقها بحثا عن الأمل بالشفاء، وها هي النار تأكل جلودنا في كل مكان، بحثا عن العلاج بعد انطفاء النار .
الفرق ان نيراننا لا تشعلها أيد خبيرة بالعلاج، لا بل ان أيادي عدة تعمل على اشعالها لأهداف متنوعة ومتناقضة احيانا، فهناك من يسعى الى احراق الجسد العربي وتدميره، وهناك من يعتقد انه يعالج، وهو يدمر في الواقع، ونحترق نحن من (حسن نواياه). وهناك من يشعل النار للمتعة أو للعب، أو لمجرد التغيير .
وحدها نار غزة وفلسطين عموما، قد تصيب وقد تنجح في تطهيرنا بالدم والنار، لنحقق بالدم والنار، أعز الأهداف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى