صمت مدوٍ في إسرائيل بعد الكشف عن قيام واشنطن بالتجسس على نتنياهو

صمتت إسرائيل الرسميّة وغير الرسميّة بعد أنْ كشفت ذكرت صحيفة (The Wall Street Journal) الأمريكيّة يوم أمس الثلاثاء نقلا عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين النقاب عن أنّ وكالة الأمن القومي الأمريكية تنصتت على محادثات هاتفية بين مسؤولين إسرائيليين كبار ونواب أمريكيين وجماعات يهودية أمريكيّة. وقالت صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة في عددها الصادر اليوم الأربعاء، إنّ هذه ليست المرّة الأولى التي تقوم فيها المخابرات الأمريكيّة بالتنصت على مسؤولين إسرائيليين، مذكرةً بأنّها قامت بنفس العملية في العام 2009، عندما شنّت إسرائيل عدوانها على قطاع غزّة، حيث راقبت وأنزلت عددًا من الرسائل التي وصلت وأيضًا التي أرسلها رئيس الوزراء الإسرائيليّ آنذاك، إيهود ألومرت، كما أنّها تجسست على وزير الأمن الإسرائيليّ السابق، إيهود باراك.

ونقلت عن رئيس الوزراء الإسرائيليّ الحاليّ بنيامين نتنياهو قوله، إنّه أمر قبل عدّة سنوات بتشكيل لجنةٍ لفحص الموضوع. وقالت الصحيفة الأمريكيّة نقلا عن مسؤولين لم تذكر أسماءهم، إنّ مسؤولين في البيت الأبيض يعتقدون أنّ المعلومات التي اعترضت في المحادثات الهاتفية قد تكون مفيدة لمواجهة حملة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو احتجاجًا على الاتفاق النووي مع إيران. وأوضحت الصحيفة، أنّ تنصت وكالة الأمن القومي كشف للبيت الأبيض كيف سرّب نتنياهو ومستشاروه تفاصيل المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بعد أنْ علموا بها من خلال عمليات تجسس إسرائيلية.

وذكرت الصحيفة أنّ تقارير وكالة الأمن القومي أتاحت لمسؤولي إدارة الرئيس باراك أوباما إمعان النظر في الجهود الإسرائيلية الرامية إلى إثناء الكونغرس عن الموافقة على الاتفاق. وقالت الصحيفة، إن السفير الإسرائيليّ لدى الولايات المتحدة رون ديرمر وصف بأنّه يقوم بتدريب جماعات يهودية أمريكية على حجج لاستخدامها مع النواب الأمريكيين، كما ورد أنّ مسؤولين إسرائيليين مارسوا ضغوطًا على النواب لمعارضة الاتفاق. وردًّا على سؤالٍ للتعليق على تقرير الصحيفة قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض: نحن لا نقوم بأي أنشطة مخابرات خارجية للمراقبة ما لم يكن هناك أغراضًا أمنية وطنية محددة وثابتة. هذا ينطبق على عموم المواطنين وزعماء العالم على حد سواء، على حدّ قوله، واعتبرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ أقوال الناطق الأمريكيّ اعترافًا بصحة الأخبار، كما أكّدت في نشرتها صباح اليوم الأربعاء.  وبعدما كشف المتعاقد السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن عن عمليات التجسس التي تقوم بها الوكالة أعلن الرئيس أوباما في يناير كانون الثاني (يناير) من العام 2014 أنّ الولايات المتحدة ستقلص تنصتها على زعماء العالم من الأصدقاء.

ووضعت قائمة تضم عددا من الشخصيات خارج إطار التنصت الأمريكي مثل الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند والمستشارة الأمريكية أنجيلا ميركل. لكنّ الصحيفة الأمريكيّة أكّدت في تقريرها على أنّ الرئيس باراك أوباما استمرّ في مراقبة نتنياهو استنادًا إلى أنّ ذلك يخدم الأمن القومي. وقالت الصحيفة، إنّ حملة الضغط الإسرائيلية ضدّ الاتفاق النووي الإيراني لم تستغرق وقتًا طويلاً بعد أنْ بلغت ذروتها في الكونغرس حتى أدرك مسؤولو الإدارة والمخابرات أن وكالة الأمن القومي تتنصت على مضمون المحادثات مع النواب الأمريكيين. وقالت تعليمات لوكالة الأمن القومي الأمريكية في عام 2011، إنّ الاتصالات المباشرة بين أهداف مخابراتية أجنبية وأعضاء الكونغرس ينبغي تدميرها عند اعتراضاتها. لكن الصحيفة قالت إنّ مدير وكالة الأمن القومي بإمكانه أن يصدر استثناءً إذا قرر أن الاتصالات تحتوي على معلومات مخابرات هامة.

وأضافت الصحيفة، أنّه خلال الحملة الإسرائيلية في الأشهر التي سبقت موافقة الكونغرس على الاتفاق في أيلول (سبتمبر) أزالت وكالة الأمن القومي أسماء النواب من تقارير المخابرات وتخلصت من المعلومات الشخصية. ولفتت وسائل الإعلام العبريّة، التي أبرزت النبأ، إلى أنّ الصحيفة توجهّت للحكومة الإسرائيليّة للرئيس الفرنسيّ والمستشارة الألمانيّة، ولكنّهم رفضوا التعقيب، كما أنّ وكالة المخابرات الأمريكيّة (NSA) رفضت هي الأخرى التعقيب على ما جاء في الخبر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى