سوبر جلو

سوبر جلو

المحامي خلدون محمد الرواشدة

في البداية لم أعر الأمر أهمية ، كان كغيره من الطلبات اليومية التي تكتب على ورقة صغيرة أدسها في جيبي كحجاب في كل صباح ، ولكن عندما تكرر الأمر أكثر من مرة وبات من الحاجات الدائمة الطلة علي كل صباح ، فقد استغربت الأمر .

مقالات ذات صلة

أنا معتاد على احضار الخبز والبقدونس ، وعلبة اللبن اليومية لسارة ، وأحيانا يطلب مني احضار لحمة مفرومة لزوم المحاشي ، وأحيانا يطلب مني شراء البيتزا ، وأقبل بأن تكون هي الغداء ، اما ان يتم وتكرار مادة ” السوبر جلو ” ولأكثر من مرة فقد بدا لي الأمر غريبا نوعا ما ، والأغرب من ذلك هو ازدياد حجم الطلب عليه في كل مرة مقارنة مع المرة التي تسبقها.فقد بدأت المسألة بإدراج مادة السوبر جلو على لائحة الطلبات اليومية وتحديد الكمية بالعدد (1) ثم تلاها العدد (2) …(3) وانتهى الأمر بوضع عبارة (جيب قد ما بتقدر) بجانب عبارة السوبر جلو .

بعد التفحص والتمحص وإحالة الموضوع إلى المحكمة المنزلية وإجراء التحقيقات ، تبين بان طفلتي سارة وبفعل حركتها الزائدة ، تسببت وتتسبب بتكسير متكرر للأواني المنزلية والتحف والمناظر مثل ( مكتات أشكال أنواع ، فازات ومزهريات ، تيبل لامب ، بروايز متعددة الأحجام والألوان ، ريموتات كنترول ….ألخ .

ولكون الظروف العامة والميزانية لا تسمح بإجراء التغييرات والتجديدات فقد آثرت زوجتي القيام بتلزيق خواطر التحف والمناظر المكسورة بمادة السوبر جلو .لا أبالغ إن قلت بأني وخلال أسبوع واحد قمت بشراء مخزون “حازم الدكنجي” من مادة السوبر جلو ، لتلزيق الأواني المكسورة والمشعورة ، ورغم دقة التلزيق وطوالة بال الزوجة ، إلا ان الشرخ ما زال ظاهرا ومفزعا. وما زالت سارة تكسر والزوجة بتلزق وأنا أيضا ما زلت مواظبا على الشراء.حياتنا السياسية جزء من حياتنا العادية اليومية ، وكلاهما بالمختصر تلزيق بتلزيق .

المحامي خلدون محمد الرواشدة

Khaldon00f@yahoo.com

٢٢٣ تعليقات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى