روح القانون أم قانون الروح…؟

روح القانون أم قانون الروح…؟

جمال الدويري


أعرف ان #القانون أولى أن يُحترم، وأعرف أن دولة بلا أنظمة وضوابط، قد تنزلق الى اللادولة، ولكنني أعرف أيضا، أن معالجة فوضى بسطات الخضار العشوائية، لا تكمن بالتأكيد، بانتزاع صناديق البندورة والفلفل من بين أيدي أصحابها إلى الحاويات وسيارات الأمانة، بصورة تنتزع قلوب المترزقين وأطفالا تنتظر شروى نقير وبضع دنانير تسكت جوعهم وتقيم أودهم.
نعم…إنها قلوب تنكسر وخواطر تتشظى وأفواه أرانب تجوع، أيها السادة.
نظّموا وأقيموا الحد على الفوضى، ولكن دون ان تسلبوا الضعفاء كرامتهم وبضعة صناديق أمل من بندورة وخيار، واتركوا لديهم خيارا للحياة.
لا ترموا بفشلكم بإيجاد البدائل واجتراح الحلول، على كاهل من يبغي التعب والحلال لإطعام زغب الحواصل المنتظرين.
فإما ان تجعلوا لهم جعولا تقيتهم، او أماكن بسطات آمنة ترحم جوعهم وعوزهم.
أما الحديث عن القانون وهيبة الدولة وحاجة المارة للطريق، دون رحمة بديلة، فإنما هي كلمة حق صغيرة، أُريد بها باطل كبير وظلم عميق.
والجوع كافر يا أمين عمان.
على فكرة…لماذا لا تطال سطوة القانون، سلبطة الفساد ومافيات اسواق الخضار وسماسرتها وتحكّمهم حتى بعرق المزارع وشقا سنته وموسمه؟
روح القانون أيها السادة، لا تغني عن قانون الروح، وخاصة في عشرة الفضيل الأخيرة والكورونا الظالمة.
وارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى