حين يمارس المركز الوطني لتطوير المناهج أدواره!

حين يمارس المركز الوطني لتطوير المناهج أدواره!

د. ذوقان عبيدات

(1)
مخطئ من يعتقد أن #المناهج هي إعداد #الكتب #المدرسية، فالكتب هي حلقة متأخرة من حلقات #تطوير #التعليم، تبدأ الحلقة الأولى بالفلسفة النظرية وليس التطبيق، فالحاجة الأولى هي إنتاج إطار نظري يحدد معالم ومفاصل التعليم الجيد من بيئة وسياسات وإدارة وتدريس ومناهج وغيرها، ويحدد الانتقالات الضرورية من الواقع إلى المأمول! وهذا ما حاول المركز الوطني لتطوير المناهج أن يبدأ به أمس.
بمشاركة رئيس المجلس الأعلى د. عزمي محافظة، أدار مدير المركز ندوة حوارية أولى ضمت خبراء ومعلمين ومديرين ومشرفين كان موضوعها تجويد التعلم، تمهيدًا لندوات منظمة قادمة ودورية.
تجويد التعليم يعني الارتقاء بالتعليم من الممارسات الحالية إلى ممارسات مرغوبة، وهذه المهمة لا تقتصر على رأي خبير أو وجهة نظر فردية، ولذلك لا بد من بدء حوار وطني حول قضايا التعليم.
فنحن بحاجة إلى #تطوير كل عناصر الواقع، ومهمة المركز الوطني من وجهة نظري ليست تطبيقية عملية، فالمركز يحدد الفلسفة والأطر ووزارة التربية تنظم إجراءات التنفيذ!! هذا لا يعني انفصال النظري عن العملي، بل مشاركة الأطراف ذات العلاقة في العمليتين معًا، فالشريكان مسؤولان.
ملاحظة:
هناك إحساس “شخصي” بضرورة تشكيل لجنة تربوية أو وحدة إدارية للتأسيس لعمليات تجويد التعليم.
(2)
حين تم صدور نظام المركز الوطني رقم 33 لعام 2017، نصت المادة الرابعة على أن هدف المركز تطوير المناهج والكتب والامتحانات وفق أفضل الأساليب الحديثة، وتطوير الاختبارات وامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة، وغيرها وإنشاء بنوك أسئلة لأغراض الاختبارات والامتحانات الوطنية والدولية والتقييم، وتحليل البيانات الخاصة بأداء الطلبة في التقويمات المختلفة.
إذن هناك مهام للمركز الوطني لم يمارسها بعد! وبرأيي الشخصي قد نجد عذرًا لهذا التأخير، فالمركز خاض مهام تطوير المناهج والكتب المدرسية وأعطاها الأولوية. وهذا منطقي جدًا، لكن آن الأوان للتحرك باتجاه تطوير الامتحانات العامة وفي مقدمتها شهادة الدراسة الثانوية العامة وإنشاء بنك للأسئلة. ولا يجوز أن يتعرض المجتمع الأردني إلى هزات سنوية متتالية بلغت حد الأزمات الوطنية نتيجة لضعف في أداء الجهات المشرفة على امتحان التوجيهي. الامتحانات العامة أو الوطنية موجودة في كل العالم. بل إن هناك اختبارات دولية مثل تيمس وبيسا وسات والبكالوريا الدولية تجرى سنويا بهدوء كامل ونتائج منسقة، وعلينا أن نتعلم ونبادر!
إصلاح التوجيهي مطلوب. وهذه برأيي الشخصي – وأنا – لا أمثل أحدًا، من مهام المركز الوطني لتطوير المناهج!! فلماذا لا نبدأ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى