ثقافة رياضية معطوبة / عمر عياصرة

ثقافة رياضية معطوبة

تأخرت متعمدا في الكتابة عن مباراة الفيصلي النهائية في البطولة العربية للاندية في القاهرة، ذلك بسبب حالة الهياج غير الموضوعية التي اتسم بها الاردنيون في تقييمهم نتيجة المبارة واخطاء الحكم وانفعالات البعثة الفيصلاوية في الملعب.
سلوك اللاعبين والاداريين والجمهور بعد انتهاء المباراة امر لا يمكن تبريره نهائيا، فقد تجاوزت القصة في لعبة الصور حدود المنطق، وشعرنا بأننا محرجون امام انفسنا وامام كل المتابعين لنا.
نفرض ان التحكيم كان منحازاً، وأن اخطاءه كانت مقصودة، فكل ذلك لا يبرر التصرف الذي شاهدناه في الملعب، فالاردنيون في عاداتهم وتقاليدهم اذا ما حلّوا ضيوفا على مكان احترموه، وكظموا غيظهم، ولنا في المثل الشعبي الاردني خير توجيه فهو يقول «يا غريب كون أديب».
سمعة الاردن تضررت، سمعة جماهيرنا ايضا، فما جرى يذكرنا بسلوك الجماهير الليبية في اثناء الدورة الرياضية في عمان عام 1999 حين قاموا بتكسير مرافق ملعب القويسمة، كم شعرنا يومها بالغضب، وكم قررنا بعدها حمل صورة نمطية عنهم انهم مشاغبون.
خسرنا في الخمس دقائق التي تلت المباراة – للاسف – كل الانجاز الذي قدمه الفيصلي بالبطولة، كان الفريق مثابرا، تمكن من مقارعة اعتى الاندية العربية، لقد نحرنا كل ذلك بسلوك ارعن لا يمكن السكوت عنه ابدا.
منتخب الارجنتين في كاس العالم 1990 وبقيادة ماردونا، خسر النهائي امام المانيا بضربة جزاء ظالمة وواضحة، لكنهم لم يخرج انفعالهم عن دموع لماردونا المعروف عنه تعاطيه الكوكايين.
نعم انها ثقافة رياضية معطوبة، يجب الجلوس والنقاش حولها كثيرا، فالانفعالات لم تكن في مصر فقط، بل من تابع مواقع التواصل الاجتماعي شعر بانخراط المثقفين والجميع السلبي مع خسارة الفيصلي.
ادارة الفيصلي محترفة وعاقلة، واظنها تدرك قيمة ان يكون الفريق سفيرا للوطن، وتدرك بعدها قيمة ارتكاب الاخطاء وعدم احترام المستضيفين، واظنها ستتصرف وستعاقب المخطئين بما يليق بسمعة النادي.
في النهاية اشكر سفيرنا المحترم النشيط معالي على العايد على قلقه وسهره وحرجه في اغلاق ملف اعتقالات الجمهور، واتمنى ان نقرأ المسألة بهدوء وفي سياق من تقدير السمعة الوطنية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى