المشهد الأخير(مقتل ميشو)

المشهد الأخير(مقتل ميشو)

ماجدة بني هاني
كان ( #ميشو ) آخر الناجين من حفلة موت، أصابت أخوته الخمسة، وبالرغم من أن انه ولد في ظروف ملائمة إلا إن #الموت بطرق مختلفة أصاب اخوته واشرأبت عيناه إلى الحياة وبقوة .
لم يكن صاحب المنزل يحب #القطط إلا أن ميشو حظي برعاية ودلال، ربما بسبب ذلك اليتم الذي اعتراه باكرا والذي أثار شفقة جميع أهل البيت.
حصل القط ميشو على طعام نظيف ومنزل مريح ولم يكن يغادر الساحة إلا مضطرا ولسويعات قليلة ثم ما يلبث يرتع في النعمة ما جعله يترعرع ويكبر سليما معافى….
وحصل أن انشغل أهل البيت بالعمل والدراسة باستثناء صاحب المنزل الذي تقاعد من عمله وتفرغ ، مما أتاح لهما جوا من الألفة والملازمة وحسن الصحبة .
وذات يوم أصبح صاحب المنزل برما بسبب ظروف التقاعد وفراغ الوقت مما جعله يغادر البيت لوقت طويل، واصبح ميشو يعاني الوحدة والحاجة فقد اعتاد صاحبه وصار ينتظره لوقت طويل .
وكلما عاد صاحب المنزل ركض إليه وعانقه وكأنه يعاتبه على بدء الفراق وطول الغياب.
ومضت الأيام وأصبح صاحب المنزل لا يعود إلا قليلا وربما تعرض لعقدة القطط، فقد (تقطقط)،لطول الملازمة مع ميشو ، وصار يبحث عن قطط أخرى في الأحياء المجاورة.
وذات غياب قرر صاحب المنزل أن يترك المكان، انتظره ميشو طويلا ولم يعد فقرر هو المغادرة بعد أن شعر بالفاقة وحرارة المسغبة.
مضت شهور قليلة، ولم يكن ميشو يرجع إلا قليلا في رجاء يائس فلربما عاد إلى البيت رفيقه .
قبل يومين وجد ميشو في حالة احتضار عند عتبة البيت، هرع إليه كل من في البيت بأسف وألم يشاهدون أقسى مشهد من مشاهد الموت ، كان وداعا مأساويا ضمن تساؤلات عديدة، مالذي جرى ل ميشو ليموت هذه الميتة؟ فقد كان جسده كاملا ، سليما من الضرب أو الجروح؟
ولماذا غاب كل هذا الغياب ليعود للموت هاهنا؟ وهل للقطط ذاكرة كما لنا نحن البشر؟ على الأرجح كان ميشو قد ذهب للحارة المجاورة ،هناك يسكنون على حافة واد سحيق، اعتاد أهلها أن يضعوا السم للكلاب الضالة أو للضباع الطارئة أو بنات آوى الشاردة، مسكين ميشو لم يعرف طعم السم يوما ولم يخبر رائحته فذهب طامعا طامحا ..فأودى به التشرد للموت ، ربما .
أو ربما لدغته أفعى، أو أفاع كثيرة، فهو مسالم ،قط منزل لم يعرف للأفعى شكلا أو حضورا.
كان مقتل ميشو غادرا شنيعا كمقتل كثير من القيم والعهود والوعود، وكان مشهد الموت هو المشهد الأخير في مسلسل حياته القصيرة…إلا إنه مشهد يشبه كثير من النهايات .

ماجدة ١٣/٦/٢٠٢١

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى