المخفي من سير النخبة !  

المخفي من سير النخبة !  

بسام الياسين  

((( قيل للحسن البصري :ـ من اشد الناس عذاباً يوم القيامة ؟.قال رجل رزقه الله بمنصب فاستعان به على #ظلم #الناس ))) .  

” ولا تمشِ في الارض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا “. آية كريمة لمعت في ذهني، عندما رأيت ” نكرة ” تسَيد ايام المرحلة العرفية، وقد بلغ  من العمر ارذله.دار الزمان دورته،فخبا نجمه، وذهب بريقه، وسقط اسمه من بورصة التداول .لم يبق من اوسمته  الا نوبات سعال ،تكاد تطحن عظام صدره.جسده اصبح طللاً آيلاً للسقوط، اما هيكله العظمي،تقوس على شكل حدوة صدئة. بالامس كان اسداً هصورا،واليوم حصاناً مهزولاً يجرجر خيباته. شارباه منكسان يوحيان بخسارة معركته الحياتية . ـ  اللهم لا شماته ـ انه جنازة مؤجلة منفرة، تنتظر مقاسات لاهالة التراب عليه.دائم التلفت حواليه، كأن عزرائيل  يتنتظره خلف كل زاوية .{ تدور اعينهم كالذي يغشى عليه من الموت ).  

يمشي بخطى حذره خوفاً من سوء افعاله. فدبيب نملة يفزعه و مواء قطة يُفلت متانته.متوتر على الدوام كمرجل، تشتعل اعماقه خوفاً وتوجساً. اللافت فيه، ثقل لسانه كأن جلطة دماغية ربطته. فمن رآه ايام عزه يحسبه اسطورة،ومن يره الان جيفة منتة.يا الله ما اعدلك،تأخذ للمظلوم حقه ممن ظلمه في الدنيا قبل الآخرة :ـ { فاذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك }. قانون رباني ان الظلم يدمر صاحبه،كتاجر المخدرات،هو اول من يسقط بخسيس افعاله وسموم بضاعته.  

كان يدعي المعرفة،ليستقيم #الشعب على اصراط #السلطة . لكن الحق احق ان يقال، انه احوج الناس بالتقويم ولم يعرف الاستقامة في حياته،بشهادة زوجته ـ عليه اللعنة ـ .فهو فالت و منفلت من كل عقال . واقع مخزٍ،بمثل هذا، اصبحنا اضحوكة،فبوصلته بلا عقارب،كربان قارب بلا مجاديف في بحر هائج. فالاوطان تُبنى برجال بحجم الوطن لا بالاقزام الذي جاؤوا بالصدفة.  

 رافعة الظلم ترفع الظالم ـ لخدماته اللا متنهاية للسلطة دون محافة من الله ـ،وحين يفيق من سكرته عند ركله خارج الوظيفة، يكتشف انه سقط في بئر عميقة معطلة،لا يجد يداً نشله من ورطته،لانه ورط نفسه بظلمه وظلم الناس بجرائمه.وكأني به عندما اصطدم بالجدار قال :ـ” ليتني كنت نسياً منسياً ولم اكن شيئا “.  

بالمقابل،رأيت شخصا يُجايله لكنه نقيضه. يتسم بالفروسية والنبل.أُوتي الحكمة مبكراً .تصالح مع نفسه ومجتمعه،عاش عمره يضع مخافة الله بين عينيه.تعلو ملامحه السكينه،تلفه هالة من وقار ومهابة.انتصر على ذاته الامارة بالسوء،فاحسن ترويضّها بالعبادة فكان عبداً تقيا. وبقي عفيفاً رغم ضغط الحاجة و الاغراءات.كرّمه الله بشيخوخة طيبة حتى صار قدوة.  

 بمثل هذا الكبير نكبر، وبمثل ذاك الصغير تخرب الاوطان. وشتان بين الاثنين. واحد سيزف لربه بدعوات الرحمة واخر تُشيعه الف لعنة .لذا لا تخدعنكم القشرة البرانية ، فالجانب الخفي من سير النخبة، تشي بامراض نفسية واضطرابات شخصية .فعلم الادارة يؤكد على ضرورة اختيار ذوي اللياقة النفسية السوية قبل اللياقة الجسدية الصحيحة،فالامة بحاجة للاصحا،ء نفسياً وجسديا وعقلياً،لا الى مرضى مُعقدين ومعوقين لا يعرفون الا الظلم و نعم سيدي .  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى