القانون الثامن: قانون المحبة

القانون الثامن: #قانون #المحبة

أنس معابرة

أتذكر جيداً أيام الطفولة، وخلال إحدى الحصص في الدوام المدرسي، وجد أحد الأساتذة “قلب حب” أحمر مرسوم على إحدى زوايا دفتري، كانت درة فعله غريبة جداً، فلقد إستشاظ غضباً من ذلك، ووجه لي العديد من كلمات التوبيخ، بأن ذلك لا يليق بفتى في مثل سني. كانت تلك الحادثة لحظة فارقة في حياتي، فلقد بدأت أتساءل: هل يُعتبر الحب من العيب أو الحرام ليستحق كل هذا الغضب؟ ولماذا لا أسمع الناس يتبادلون كلمات الحب والمحبة فيما بينهم؟ ترى هل هم يملكون الحب في قلوبهم، ويخشون إظهاره للناس، أم أنهم لا يملكونه من الأساس؟ لماذا يخجل الزوج من مناداة زوجته ب “حبيبتي”، أو العكس؟
بعد سنوات عديدة من تلك الحادثة، بت أعرف جيداً أن الناس يعيشون في بيئة جافة، جافة من العواطف والمحبة، قد يملكون ذلك في قلوبهم، ولكن إظهار ذلك للناس يُعتبر من العيب في نظرهم.
المحبة هي السبب الرئيس الذي يعيش الناس في ظله، ولولاه لن تجد للبشرية وجود على وجه الأرض، المحبة هي السبب في طاعة أوامر الله عز وجل، وهي السبب في إتباع تعاليم النبي عليه الصلاة والسلام، وهي الطريق الى المودة والرحمة بين الزوجين، وبها نهتم بأبنائنا وأزواجنا، وبها نبر والدَينا ونصل أرحمنا، وبها نتقرب الى جيراننا وأقاربنا وأصحابنا، بل وبها نحب الحيوانات الأليفة ونعطف عليها ونطعمها.
في هذا القانون سأتناول مجموعة من أشكال الحب والمحبة التي نعيشها، والتي تجعل لحياتنا معنى، وتحقق لنا السعادة، فللحب أشكال متعددة؛ تعتمد على الطرف الآخر الذي نبادله ذلك الحب، ومن أشكال ذلك الحب ما يلي:

• محبة الله
هل تساءلت عن الدافع الذي يدفع بك الى طاعة الله في جميع أوامره وإجتناب نواهيه؟ ما هو ذلك السبب الذي يدفع بك الى المحافظة على الصلاة في مواعيدها، والحرص على إخراج الزكاة، وتكبد المعاناة في صيام شهر رمضان الكريم والنوافل؟ بل ما هي تلك القوة التي تدفعك الى السفر من أقاصي الأرض، وبذل المال والجهد والوقت لتأدية الحج والعمرة في بيت الله الحرام؟
إن السبب الرئيس الذي يدفعك الى كل تلك الأمور هي محبة الله، محبة ذلك الخالق الذي خلقك في أحسن صورة، ورزقك المال والزوجة والولد، وبسط لك الأرض، وسخر لك كل الإمكانيات المتوفرة من اجل تسهيل حياتك وإسعادك.
إن حبك لله عز وجل هو أسمى أشكال الحب، بل إنك قد لا تجد سبيلاً أمام كل تلك العطايا التي منحك الله إياها، إلا أن تكون محباً مخلصاً، محباً لله في كل تفاصيل حياتك، تحبه وتحمده على كل تلك المنح التي وهبك إياها، بل إن حب الله عز وجل من أشكال العبادة التي تتقرب بها الى الله تعالى.
ويفرض عليك حب الله عز وجل أن تحب ملائكته، أن تجب جبرائيل وميكائيل ومالك، وغيرهم من الملائكة، أن تحبهم لأنهم عباد مخلصون للخالق عز وجل، وهم كذلك يحبون عباد الله الصالحين.
وتعود عليك محبتك لله بفوائد جمة، فإذا أحببت الله؛ أحبك الله، وأحبك الملائكة، وأحبك عباده في الأرض أيضاً. وتمثل ذلك في الحديث الذي رواه أبو هريرةَ، حيث قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ”: إِنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ: منْ عادى لي وَلِيّاً. فقدْ آذنتهُ بالْحرْب. وَمَا تقرَّبَ إِلَيَ عبْدِي بِشْيءٍ أَحبَّ إِلَيَ مِمَّا افْتَرَضْت عليْهِ: وَمَا يَزالُ عَبْدِي يتقرَّبُ إِلى بالنَّوافِل حَتَّى أُحِبَّه، فَإِذا أَحبَبْتُه كُنْتُ سمعهُ الَّذي يسْمعُ بِهِ، وبَصره الَّذِي يُبصِرُ بِهِ، ويدَهُ الَّتي يَبْطِش بِهَا، ورِجلَهُ الَّتِي يمْشِي بِهَا، وَإِنْ سأَلنِي أَعْطيْتَه، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَّنه”. وعن أَنس رضي الله عنه قال، قال النَّبيّ ﷺ فيمَا يرْوِيهِ عنْ ربهِ عزَّ وجَلّ: “إِذَا تَقَربَ الْعبْدُ إِليَّ شِبْراً تَقرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِراعاً، وإِذَا تقرَّب إِلَيَّ ذِرَاعاً تقرَّبْتُ مِنهُ بَاعاً، وإِذا أَتانِي يَمْشِي أَتيْتُهُ هرْوَلَة”.

مقالات ذات صلة

• محبة الرسول صلى الله عليه وسلم
ورد في أحداث صلح الحديبية أن عروة بن مسعود – وهو أحد موفَدي قريش الى النبي صلى الله عليه وسلم – جعل يرمق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعينيه، ويتعجب من كمّ الحب والإجلال الذي يحمله الصحابة رضوان الله عليهم تجاه نبيه، فقال: “فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وَضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيمًا له”، فرجع عروة إلى أصحابه، فقال: “أي قوم؛ والله لقد وفدت على الملوك؛ وفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله ما رأيت ملِكًا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدًا”.
فما هو الدافع الذي دفع الصحابة الى ذلك الحب الخالص؟ ما هو السبب الذي جعل أبو أيوب رضي الله عنه يمشي على أطراف أصابعه في الطابق الثاني خوفاً من إزعاج النبي في الطابق الأول، عندما إستضافه في بيته لحظة وصوله الى المدينة المنورة؟ بل ما الذي دفعهم الى التسابق على إستقبال النبي في بيوتهم عند قدومه الى المدينة المنورة، وإستقباله في حفل تاريخي مهيب؟
الجواب ببساطة هو أنّى لك ألا تحب ذلك الشخص الذي جعله الله سبباً لدخولك الجنة ونجاتك من النار، وأنّى لك ألا تحب ذلك النبي الذي تحمَّل كل الصعوبات والعذابات وعداء الأقارب له في سبيل نشر الدعوة ووصولها اليك؟ وأنّى لك ألا تحب ذلك الإنسان الذي رفض كل المُغريات كالمال والجاه التي قدمتها قريش له من أجل التخلي عن دعوته في سبيل وصول الدين لك ونجاتك؟ وأنّى لك ألا تحب الصادق الأمين الرحيم الذي رفض إنزال العذاب بالناس بعد إعتدائهم عليه في الطائف أو حين فتح مكة، وآثر الرحمة بهم لعلهم يعلمون الحقيقة ولو بعد حين؟
عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين”.
إن أعلى مراتب الحب للنبي صلى الله عليه وسلم هو إتباع سنته دون تحريف أو تبديل، فلا شك لدينا بأنه قد أوصل لنا الدين كاملاً كما نزل عليه من عند الله عز وجل، فإذا كنت من محبيه صلى الله عليه وسلم فإتبع نهجه، وإلزم طريقه، وإبتعد كل البعد عن البدع من بعده.

• محبة الوالدين والأهل
من الحب المشروع أيضاً حب الوالدين والأهل من الإخوة والأخوات والأبناء، بل إن هنالك الكثير من الأسباب التي تحثك على ذلك.
الوالدين هما من كانا السبب في تواجدك في هذه الحياة بعد إرادة الله تعالى، وأمك هي التي تحملت كل المعاناة أثناء حملك ورضاعك وتربيتك، حتى كبرت وأصبحت رجلاً، ووالدك هو من قتَّر على نفسه من أجل أن يوفر لك العيش الكريم، وحرص على تربيتك وتعليمك الى أن أصبحت رجلاً مستقلاً قادراً على مواجهة حياتك.
هنالك الكثير من الآيات تحثك على بر الوالدين والعناية بهما والحرص على القرب منهما، حتى لو كانوا على دين غير دينك أو طلبوا منك الكفر لا سمح الله، فلقد أمرك الله عز وجل مصاحبتهما بالمعروف في تلك الحالة الخاصة، فلقد قال تعالى في مُحكم كتابه: “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”.
أما الأخوة والأخوات والأعمام والعمَّات والأخوال والخالات والجدود والجدات وأسرهم، فيجب أن تحمل لهم كل الحب، بل يجب أن تذكرها أمامهم صراحة بأنك تحبهم، وتكن لهم كل الود والمحبة في قلبك. وإذا ما حالت بينكم الظروف، وتسببت المعاملات كالميراث والبيع والشراء والمشكلات بالقطيعة؛ فيجب عليك أن تترفع عن كل ذلك، وتتذكر ان هؤلاء هم أرحامك الذين تجب صلتهم، والتقرُب إليهم مهما كانت أسباب القطيعة.

• المحبة في الله
عدَّ الرسول الكريم في حديثه الشريف سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ومنهم رجلان تحابا في الله، إجتمعا عليه، وتفرقا عليه، لا يجمعهم من المعاملات والمصالح شيء، بل كل ما يربط بينهم هو الحب في الله. ربما يكون ذلك الشخص جارك في الحي، أو زميلك في العمل او الدراسة، وربما يكون من المصلين معك في المسجد، أو أن يكون أحد من يقدم لك الخدمات، كطبيبك، أو عامل المخبز، أو عامل النظافة.
إن ذلك النوع من الحب يتطلب منك أن تقدم لهم النصيحة الخالصة الصحيحة، والمشورة في مجال خبرتك ومعرفتك، بل ومن الممكن أن تلجأ إليهم لطلب النصح في مسائل قد تستعصي عليك.
هذا الحب أيضاً يتيح لك الإطمئنان الى هؤلاء الأشخاص، فهم بعيدون كل البعد عن الغدر والخيانة، ولا ينشرون أسرارك أو يذيعونها بين الناس، ومن المستحيل أن يستخدموا تلك الأسرار ضدك في المستقبل، بل هم من يقوم بسترك وتغطية عيوبك أمام الآخرين. هؤلاء المتحابين في الله لا يعرفون النفاق والرياء، ولا يرجون منك المصلحة والفوائد الدنيوية.

• حب الزوجة والأبناء
نعم يحتاج حب الزوجة أو الزوج والأبناء الى موضوع مستقل، بل ربما يكون هو جوهر الموضوع كله، ربما يكون ذلك لأننا نشأنا في بيئة تعاني من جفاف المشاعر، أو “جفاف عاطفي” كما أحب أن أسميه، بل ربما لم يسمع أحدنا أباه أو أمه يتبادلون كلمة الحب فيما بينهم، لأنهم يعتبرونه نوعاً من العيب.
لماذا تبخل على شريك حياتك بكلمة الحب؟ لماذا تعتبر تلك الكلمة نوعاً من العيب؟ قد يخجل البعض من نطق كلمة “حبيبي” لزوجته أو زوجها، أو ان يسميها في هاتفه بكلمة حب، وفي نفس الوقت يتبادل تلك الكلمة مع الغرباء والغريبات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. والله إنها لمفارقة كبيرة أن تحرم من هم بجانبك من كلمة الحب، وتكرم بها على الغرباء الذيم يبعدون عنك بالمسافة المادية والمعنوية، ولا يمتون لك بصلة.
في إحدى البرامج التلفزيونية، طلب المذيع من الشخص أن يتصل بزوجته أو زوجها ويخبرهم بأنه يحبهم، كانت ردود أفعالهم غير متوقعة وسلبية، لأنهم لم يعتادوا أن يسمعوا تلك الكلمة منهم. بعض الزوجات قد تلجأ الى علاقات غير شرعية عبر الهاتف أو وسائل التواصل فقط لتسمع كلمات الحب والغزل التي لا يبخل بها الذئاب، ويستدرجون الزوجات لغاية توريطهم في علاقات باطلة، وكل هذا بسبب تقصيرك بالتعبير عن حبك لهم.
بالنسبة للحب قبل الزواج؛ فلا أجد أروع ما قاله الكاتب مصعب الأحرار: “أنا لست ضد الحب قبل الزواج، بل ضد أن يختلّ ميزانُ الشرع في العلاقة بين الرجلِ والمرأة؛ والحب في ذاته فطرة لا يمكن مناقضتها، ولكن يجب أن نُبعِد عن هذه الفطرة النقية كل ما لا يليق بها مما حرمه الله؛ فما بُني على تقوى الله خير، وما بني على معصيته شر؛ والحبِّ والمودةُ آيةٌ من آيات الله تبعث على التأمل والتدبر والتزاوج سكينةٌ تهدأ إليها النفوس وتستقر فيها القلوب. وموقفي هذا لا يعني أن الزواج القائم بلا سابقِ علاقة حب أنه زواج فاشل فليس ذلك مقياس”.
أما بعد الزواج؛ فما أروع الحب بين الزوجين حين يصل الى مرحلة المودة والرحمة، هي المودة والرحمة ذاتها التي ذكرها الخالق عز وجل في كتابه الكريم: ” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.
ولك أن تتصور أن الكذب بين الزوجين مباح بقصد تودد أحدهم الى الآخر وتقربه اليه، فليس حراماً أن تصف زوجتك بصفات إيجابية ليست فيها، وليس حراماً أن تبالغ في وصف جمالها وإستغناءك بها عن غيرها من النساء. ويجب على الزوجة كذلك أن تُسمع زوجها كلمات الحب والغزل بقوته وجماله وحسن خلقه، وطيب معشره، حتى لو كانت تلك الصفات غير متوافرة فيه.
أما الأبناء فهم الأحق بعد الزوجة بكلمات الحب والود، عود أبناءك على ان تناديهم دائماً بلفظ “حبيبي” أو “حبيبتي”، بل إنه من الواضح جداً أن السبب في بحث الأبناء والبنات عن أصدقاء خارج نطاق العائلة هو حاجتهم الى سماع كلمات الحب التي يفتقدونها داخل المنزل، قد تبحث الفتاة عن صديق أو “حبيب” ليُسمعها من كلمات الحب التي لا تسمعها من والديها أو إخوانها، وقد يلجا الشاب لمثل ذلك، ويكون ذلك سبباً في إنحرافهم وتورطهم في علاقات غير شرعية، والسبب في كل ذلك نقص الحب داخل الاسرة.

• حب الناس
الحب شعور سام يتربع على قائمة العلاقات بين الناس، ولا يقتصر الحب على الخالق عز وجل، أو الرسول الكريم وصحبه وتابعيه، أو الزوجة والأبناء والأهل، بل يمتد الحب ليشمل جميع الناس من حولنا.
نحب الجيران من حولنا، ونقول لهم ذلك بكل صراحة، ونعبر عن ذلك بالحرص على راحتهم بعدم إزعاجهم بأصواتنا أو أصوات أبناءنا، ونتفقدهم في أفراحهم وأتراحهم، ونعود مريضهم وندعو له بالشفاء، ونتبادل معهم أطباق الطعام ليزيد من المحبة والألفة بيننا.
نحب زملاءنا في العمل، ونقدم لهم ما يحتاجون اليه من تسهيلات تتناسب مع ظروفهم العائلة والشخصية، نشجع العامل المجتهد منهم، وندعم المقصر حتى يتجاوز ذلك، وربما يتطور الأمر مع بعضهم، ليصل الى التزاور العائلي لاحقاً.
نحب العامل الذي ينظف الشارع امام منزلنا ونشكره على ذلك، ونحب الخادم الذي يعمل في بيتنا ونعتبره عضواً في اسرتنا، أو العامل الذي يصلح لنا سيارتنا ونعطيه أجره قبل أن يجف عرقه، ونحب الخبّاز الذي يناولنا الخبز يومياً، ونحرص على أن يسمعوا منا كلمة شكراً مليئة بالحب والمودة، ومصحوبة بإبتسامة واسعة على شفاهنا.

خلاصة القانون:

الحب حلال، بل هو الحلال بعينه، وهو واجب ديني وأخلاقي وإجتماعي تجاه من حولنا من الناس على إختلاف درجات قربهم، نحب الخالق عز وجل على ما أعطانا من الألاء والنعم، وعلى أن سوانا في أحسن صورنا، وحسَّن خلقنا وأخلاقنا، وأن شرع لنا الدين الحنيف الذي يقودنا الى الجنة.
نحب الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وباقي الأنبياء وصحابتهم وتابعيهم، ونقدر معاناتهم والمصاعب التي واجهوها في سبيل إيصال الدعوة لنا وإخراجنا من الظلمات الى النور.
نحب آبائنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا، ولا نجد حرج في مناداتهم صراحة بلفظ حبيبي أو حبيبتي، أو حتى إخبارهم بأننا نحبهم، ونقدر تلك الجهود التي بذلوها في حملنا وولادتنا وتربيتنا وتعليمنا. وكذلك نحب أبناءنا وبناتنا، ونشبع رغباتهم من الحب حتى لا يبحثوا عنه عند غيرنا.
نحب زوجاتنا اللواتي إخترناهم عن بقية نساء العالم، ونبادلهم كلام الحب والغزل دون حرج أو تردد، نتذكر دائماً جهودهم داخل البيت وخارجه، ومعاناتهم لتلبية إحتياجتنا نحن وأولادنا، وتدبيرهم لشؤون منزلنا، نتذكر محاسنهم إذا أخطئوا، ونسامحهم على زلاتهم، ولا نذكر لأهلنا إلا حسناتهم، ونغض الطرف عن سيئاتهم وهفواتهم.
نحب جميع الناس من حولنا، فلقد سخرهم الله لخدمتنا وتسهيل حياتنا، نكافئهم مادياً على جهودهم، وعاطفياً بكلمات الحب والشكر والثناء، ونتقرب إليهم، ونتفقد أحوالهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى