الصدر في الرياض .. خطوة للأمام

الصدر في الرياض .. خطوة للأمام
عمر عياصرة

مستحيل ان يستمر العراق على ما هو عليه، فالهيمنة الايرانية قد تكون متفهمة في البدايات، لكن مع مرور الوقت لن يقبلها العراقيون، فمعظم شيعة العراق عروبيون، لا يتطيرون جدا بولاية الفقيه، كما ان استمرار ايران في العراق على الشكل الحالي سيؤكد خسارة البلاد لسنتها واكرادها.
زيارة مقتدى الصدر للرياض، اشعرتنا بتغيير مزدوج نتمنى تحققه، بعضه عند الصدريين، والآخر عند السعودية، فالحفاوة التي استقبل بها كانت فارقة، وحديثه بعد عودته الى بغداد عن تواجد سعودي في النجف اكد ايضا ان ثمة ما يلوح بالافق في المشهد العراقي.
تأخرت السعودية في الاشتباك مع المكون الشيعي العراقي، لكن ان تصل متأخرا خير من ان لا تصل، فقد آن الاوان لدخول الملعب العراقي لغايات تقليص الدور الايراني، ولعل الفرصة مواتية من خلال استغلال النفور الشعبي من ايران، وتناقضات المكونات الشيعية المتعاظمة في اطار من الصراع على الثروة والسلطة.
كما لابد من تنبه الرياض على ضرورة تنحية الخطاب الطائفي بعيدا، واستبدال الحس العروبي الكامن في نفوس العراقيين به، وهذا الحس يمكن البناء عليه والتعويل عليه في معادلة دقيقة يعرفها العراقيون يتحسسون لأجلها.
على الطرف الآخر، المكونات الشيعية، وتحديدا التيار الصدري، تبدو تعيش مرحلة تحولات لا يمكن الجزم بهويتها، اهي تكتيكية ام استراتيجية.
لكن الصدر منذ البدايات كان مختلفا، صحيح انه تورط في المستنقع الطائفي لبعض الوقت، الا انه تمكن من الحفاظ على مسافة أمان من «مرجعية ولاية الفقيه»، تخوله ليكون رافعة مناسبة لعودة عروبية تعيد التوازن مع ايران في العراق.
رغم كل هذه المعطيات الجيدة إلا أننا نضعها في خانة «التفاؤل الحذر»، فطول النفس السعودي لا تعويل عليه، ولا نعرف كم هي الولايات المتحدة متواجدة في التحركات، ولا ندرك كم ستتمكن الرياض من الحفاظ على بعدها عن الخطاب الطائفي الذي قد يعيد التيار الصدري الى حضن ايران.
اللقاء جيد وموفق، وآراه بداية يمكن البناء عليها، فقد تأخر العرب عن الذهاب الى بغداد، وقد آن الاوان للاشتباك مع الحالة العراقية ودفعها باتجاه الابتعاد اكثر عن التبعية لإيران.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى