الدكتور وليد عبد الحي يكتب: عذراً معالي وزير خارجيتنا

عذرا معالي وزير خارجيتنا
وليد عبد الحي

قبل ايام قليلة وفي واشنطن تحديدا اشاد معالي وزير خارجيتنا الأردني ب” الشراكة الراسخة والصداقة الجيدة والمساعدات ” الامريكية للأردن ومعها، ويؤكد معاليه على ” الدور الامريكي في جلب السلام والاستقرار للمنطقة سواء بالانخراط في عملية السلام وايجاد افاق سياسية وتناول قضايا سوريا والعراق واللاجئين والارهاب”.
تُرى الى أي مدى يتسق ما سبق مع الواقع التاريخي والراهن في السياسة الامريكية تجاه الاردن والمنطقة العربية ؟ فإذا استثنينا المساعدات المالية الأمريكية للاردن والتي تقارب 1.5 مليار دولار (425 مليون دولار منها مساعدات عسكرية)، هل بقية السياسات الامريكية تقود للاستقرار والسلام ؟، ام ان الجزء الاكبر من مشكلات الاردن الجذرية سببها الولايات المتحدة؟
1- خلال العقد الماضي كان 45,6% من قرارات الامم المتحدة (او الشرعية الدولية) تدين السياسة الاسرائيلية بينما الولايات المتحدة تنفرد في كل مرة بتأييد الموقف الاسرائيلي، فهل هذا دليل على دعم للاستقرار والسلام في المنطقة.
2- هل هناك دولة ذات وزن في العالم تؤيد اعتبار القدس عاصمة ابدية وموحدة لاسرائيل غير الولايات المتحدة؟ فهل هذا يدفع مسيرة السلام للأمام ام يعطل عجلاتها؟
3- الا تعارض الولايات المتحدة اعادة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم؟ فهل هذا جزء من جهود الاستقرار التي تستحق الولايات المتحدة الشكر عليها؟
4- هل اعتبار هضبة الجولان جزء من اسرائيل كما قرر ترامب دون موافقة اية دولة ذات شأن في العالم على هذا القرار، وما تزال ادارة بايدن ” صم بكم ” عن تبعات هذا القرار؟ فهل هذا دعم للسلام.
5- من هو السند الاقتصادي والعسكري والامني والتقني والاعلامي الأول لاسرائيل؟ اليست الولايات المتحدة التي تمنع تنفيذ قرار 242 منذ 55 عاما.؟ فكيف يكون ذلك موقفا امريكيا يستحق الثناء؟
6- هل المساعدات الأمريكية للاردن ” صدقة حسنة” ام هي “مقايضة” أقرب للربا السياسي والاقتصادي والعسكري والثقافي؟
7- من دمر العراق الذي كان متنفسا اقتصاديا وطاقويا للأردن؟ اليست الولايات المتحدة؟ فهل تكمير العمق الاستراتيجي للاردن امر يستوجب الثناء؟
8- كان حجم التبادل التجاري الاردني السوري عام 2010 حوالي 670 مليون دولار، ومن حينها الى الآن تصل الخسارة اكثر من 6 مليار دولار بسبب اغلاق الحدود، اليست الولايات المتحدة من اهم صناع المشكلة السورية؟ واليست قواتها على الارض السورية وحولها وفي اماكن لا شك ان معاليكم اكثر معرفة مني بخريطة توزيعها؟ فهل هذا يستحق الثناء؟
سيدي:
أعلم ان العلاقات الدولية فيها من الملابسات ما يجعلها قابلة للأخذ والرد، لكن التشبب بالدور الأمريكي في السلام والاستقرار يذكرني بالشاعر الاموي” ذو الرمة التميمي” الذي هام في حب ” مي” ثم تفاجأ بها فقال:
على وَجهِ ميّ مسحةً من ملاحةٍ…وتحتَ الثياب العار لو كان باديا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى