الحوار الوطني .. حوار مع من ؟

#الحوار #الوطني .. حوار مع من ؟

جميل يوسف الشبول

في عام 1991 عهد الى احد ابناء الاردن المخلصين دولة السيد احمد عبيدات مهمة انجاز الميثاق الوطني الاردني بعد ان استشعرت القيادة خطورة ما يجري في البلاد واحتمال المس بمنجزات وانجازات الوطن المتمثلة بمجموعة من المشاريع الكبرى التي تحققت واستكمال البنى التحتية والنمو الاقتصادي الكبير والتوسع الذي طرأ على التعليم والتعليم العالي وازدياد الوعي السياسي العام لدى الاردنيين والذي لم يقابل بتطور سياسي رسمي بل تفرد بالقرار واهمال المشاركة الشعبية لمجتمع احست القيادة تطوره ونضوجه .

لم يستشعر الاردن الرسمي في العقدين الاخيرين من عمر الدولة النضوج و التفوق السياسي الشعبي الاردني على السياسي الرسمي واصر اصحاب القرار على الانغلاق التام في وجه ما يجري وكانت النتيجة انعدام الثقة بين المواطن والمسؤول بل بين المواطن والدولة وصولا الى تحييد العقل واستبداله بالقوة المفرطة والتي لم تسجل عبر التاريخ اي نتائج غير سلبية.

مقالات ذات صلة

يبدأ الاردن الرسمي الان حوارا وطنيا مع نفسه وبعيدا عن القوى الشعبية ويحشد من اجل ذلك شخوصا لا يمكن لطرف الحوار الاهم والاقوى الشعب الاردني القابض على الجرح ان يقبل بها او يحاورها لانتهاء صلاحيتها من جهة ومسؤوليتها غيرالمباشرة عما جرى ويجري للوطن .

لن ينجح هذا الحوار لانتفاء شروط النجاح واولها ان ميثاق عام 1991 سبقه انتخاب مجلس نيابي قوي وغير مزور ويمثل رغبة وارادة الشعب ولا نبالغ ان قلنا انه المجلس الشرعي الوحيد في عمر الدولة كعربون للحوار ولطمأنة الناس ان الحوار حقيقي وهادف ومن اجل الوطن , بينما الحوار الحالي لم يسبق الا بمزيد من التهميش للقوى الشعبية جميعها بعد تفريغها من مضمونها فالاحزاب شكلية والنقابات والقوى الاخرى شكلية وتابعة وتدار عن بعد وسجناء الرأي في مواقعهم ونقابة المعلم تطوقها الاغلال.

يتحدث عراب الحوار وهو رئيس وزراء اسبق عن قصور في نظام الانتخاب الحالي اكتشفه حديثا بينما يقول رئيس وزراء اسبق اخر ان القانون لا غبار عليه وان دولة مثل بريطانيا تستخدم هذا القانون رغم ان الاثنين ينتميان الى مدرسة واحدة وتوجه واحد وهذا يزيد من قناعة الجهة المعنية بهذا الحوار المواطن الاردني ان الحوار شكلي لا فائدة منه وهو دوران في حلقة مفرغة .

كان حوار عام 1991 للحفاظ كما اسلفنا على المكتسبات لكن الحوار الحالي يجري بعد ان حطمنا تلك المكتسبات وبعنا تلك المشاريع التي كانت تشكل رافعة الدولة الاقتصادية وافقرنا المواطن واوصلنا السواد الاعظم من المواطنين الى درجة الفقر المدقع فكيف يكون الحوار وكيف يكون النجاح.

لنجاح الحوار شروط اهمها ان تعهد المهمة لرجل بسجل نظيف مشرف يستعين بثلة من ابناء الوطن المخلصين الغيورين على الوطن والشعب ممن لم يمسهم ثوب الفساد يعيدون الامور الى نصابها ويستعيدون ثروات الوطن المنهوبة ويؤممون شركاته ومؤسساته المباعة مهما كلف الثمن والا فالى مزيد من الاحتقان المفضي الى الخراب .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى