الحضارة المفقودة.. مبادرة أدبية أردنية تسلط الضوء على الإرث الحضاري الإنساني

سواليف_ انطلقت بالعاصمة الأردنية عمان مطلع يوليو الجاري #مبادرة #أدبية أردنية تهدف لربط الفتيان والشباب العرب بجذور حضاراتهم القديمة وإعادة استكشاف عوالم ومنجزات تلك #الحضارات التي باتت معالمها مهددة بالاندثار.

المبادرة التي تبلورت في سلسلة أدبية تحمل عنوان #” الحضارة المفقودة “، أطلقتها الكاتبة والأديبة الأردنية #صفاء صبحي #الحطاب بالتعاون مع دار المأمون للنشر والتوزيع، جرى تدشينها بإصدار روايتين هما ” لصوص الآثار” و” صندوق صقلية “.

وحول تلك المبادرة، قالت صفاء الحطاب في اتصال عبر الهاتف مع وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إنها تُقدم “سلسلة الحضارة المفقودة ” لفئة الفتيان والشباب في إطار درامي ببناء روائي في روايات مختلفة لكل رواية منها استقلالها التام عن الروايات الأخرى، على مستوى المكان والشخصيات والبناء الفني والمرحلة الزمنية والتاريخية.

وأضافت أن السلسلة تسلط الضوء على “الإرث الحضاري الإنساني الذي فُقد أو ضاع منا، كما لو أنه لم يكن أصلا، ثم قُدم لنا على أساس أنه من إنجازات الشعوب الأخرى، وهو الأمر الذي أدى إلى شعور عميق بالانهزام الداخلي لدى فئات واسعة من أبناء الجيل الجديد واعجاب بما عند الآخر مع عدم القدرة على المشاركة فيه”.

وتضيف الحطاب أن “الحضارة الإنسانية حضارة تراكمية تشاركية تتفاعل وتتطور مع تقدم الخط الزمني، لذا وجب تسليط الضوء على الدور الحضاري المتقدم جدا لشعوب منطقتنا وإسهاماتنا الحقيقية في تقدم العلوم بما يُسهل حياة كل البشر دون انتقاص أو نكران لذلك، وبعيدا عن تقديم العلوم الحديثة بوصفها منجزا منقطعا عما سبقه”.

وقالت إنه “تقديرا لطاقات جيل الشباب في بلادنا ، وهو الشباب الذي يستمد وجوده من حضارات سابقة متقدمة جدا كانت مولعة بطلب العلم، جاءت المبادرة الأدبية “الحضارة المفقودة ” لتقدم للشباب والفتيان سلسلة من الروايات ليتمكنوا من معرفة مكانهم الحقيقي على خارطة التطور الحضاري العلمي الإنساني، ولتشجيعهم على إتمام ما هم جزء منه بالعلم والعمل”.

ولفتت الحطاب إلى أن رواية ” لصوص الآثار” تعالج قضية تعرض آثار من الحضارة المصرية القديمة لخطر السرقة من خلال قصة شقيقين بمدينة الأقصر الغنية بآثار مصر القديمة، يسعيان للثراء من خلال التنقيب عن الآثار والكنوز التي خلفها أجدادهم القدماء وبيعها لتجار آثار من بلاد الغرب، حيث يتعرضان لما يسمى بـ ” لعنة الفراعنة ” ثم يعدلان عن مسعاهما ويعبران عن ندمهما على ما قاما به من مساعٍ لبيع الآثار التي عثرا عليها خلال تنقيبهما خلسة وبطرق غير قانونية في جبانة طيبة القديمة – الأقصر حاليا – جنوبي مصر.

ولفتت إلى أن الرواية الثانية من السلسلة والتي تحمل عنوان ” صندوق صقلية ” فتتناول جانبا من الحضارة الإسلامية في الأندلس وصقلية في مرحلة ما، مشيرة إلى أن الرواية الثالثة ، وهي قيد الإعداد للطباعة ، ستدور حول حضارة الأنباط القديمة والتي اتخذت من مدينة البتراء في المملكة الأردنية الهاشمية عاصمة لها.

ورأت الكاتبة الأردنية أن مثل تلك السلاسل الأدبية صار لها أهمية كبيرة في الوطن العربي والعالم الإسلامي، وهي تأمل أن يكون هناك مبادرات وسلاسل أدبية مماثلة في مختلف الأقاليم والبلدان العربية والإسلامية، وذلك لمواجهة ما أسمته بـ ” حملات التغريب ” التي يتعرض لها الناشئة واليافعين والشباب ببلدان العالمين العربي والإسلامي، خاصة مع انتشار وسائل التواصل الحديثة في عصر الحوسبة والإنترنت ، بجانب المئات من البرامج والألعاب التي باتت تهدد هوية أجيال من الصغار والشباب.

وأكدت أن هذا الأمر يستوجب على الكتاب والأدباء استحضار التراث العربي والإسلامي وإعادة تقديمه للفتيان والشباب في لغة بسيطة ومشوقة تشجعهم على القراءة والاطلاع على تاريخ حضارتهم وما حققته من تفرد وتميز قبل آلاف السنين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى