التنمّر على المذيعات الأردنيات… نجود القاسم مثالاً

سواليف

ظنت المذيعة الأردنية نجود القاسم أن ظهورها كمقدمة لمسابقات شهر رمضان على شاشة قناة “رؤيا”، سيجنبها تعليقات المتنمرين على ظهورها الاعتيادي كمقدمة للنشرة الجوية، وهي التعليقات التي يدونها البعض عبر صفحات المحطة الأردنية الخاصة على منصات التواصل الاجتماعي بشكل يومي منذ عامين تقريباً. لكن ذلك لم يحصل، بل واصل المتنمرون تعليقاتهم المسيئة والذكورية.

تقول القاسم في حديث لـ”العربي الجديد”: “منذ ما يقارب العامَين وأنا أتعرض لتنمر إلكتروني مستمر، قد يصل لحد التحرش اللفظي، وهو ما يلاحظه الجميع من خلال التعليقات والفيديوهات التي أظهر بها كمقدمة للنشرة الجوية، ولا أعلم سبباً لحجم التعليقات السلبية التي تحاصرني، فأنا أقوم بعملي بشكل طبيعي ولدي طموحاتي وأحلامي، ولا أظهر على الشاشة بما يخالف العادات والتقاليد المعروفة”.

وكانت اللجنة الوطنية لشؤون المرأة في الأردن، أطلقت العام الماضي حملة (16 يوماً العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة)، وخلصت نتائج دراسة قامت بها بعنوان “التحرش في الأردن” إلى أن نسبة التحرش عبر السوشال ميديا من قبل الذكور، وصلت إلى 43.9%. وبينت الدراسة أن “المتحرشين أشاروا الى أن ملابس الضحية هي السبب في ارتكابهم هذه الجريمة، ما يشير إلى أن مفهوم الاحتشام هو مفهوم نسبي ولا يمكن اعتماده كآلية لمكافحة التحرش، وأن رفض هذه الظاهرة كسلوك اجتماعي مُجرَّم وغير خاضع للتبرير هو الأساس في مجابهة هذه الظاهرة”.

تؤكد القاسم عدم تأثرها شخصياً بما يكتب عنها، تردد: “أنا قوية ولا أتأثر بالنقد السلبي، لكن ما أزعجني كان كمية التعليقات التي مست والدي الراحل، بعد أشهر قليلة على وفاته، حتى إنني قرأت كلاماً يسيء لي وله، وما أزعجني تأثر عائلتي بالأمر، وهو ما أثر على نفسيتي”.

يرد الدكتور اسماعيل الزيود أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية، ظاهرة التنمر والتحرش إلى التنشئة الاجتماعية التي يربى عليها البعض، موضحاً: “يبدأ التنمر من الأسرة، فوجود نوع من العنف والديكتاتورية داخل الأسرة سيخلق أفراداً غير أسوياء وضعفاء الشخصية، وبالتالي عندما يختلط الأبناء بالمجتمع، يُسقطون طرق تفكيرهم وتنشئتهم على ما يشاهدونه، فلا يراعون الدين ولا العادات فيما يقومون به من أفعال يبررونها لأنفسهم على أنها طبيعية”.

تقر القاسم بأن التعليقات المسيئة قلت بعدما قامت برفع قضايا ضد بعض المعلقين لدى وحدة الجرائم الإلكترونية، وتضيف: “منذ أن أعلنت بأنني رفعت قضايا على بعض المعلقين، خفت التعليقات المسيئة المباشرة، لكن التحرش اللفظي والتعليق بشكل غير مباشر ما زال ملاحظاً، أحياناً يدفعني الفضول لدخول صفحات المتنمرين، لأجدها مليئة بالأدعية الدينية والحكم والمواعظ التي تدعو لتهذيب النفس، ويكون ذات الشخص قد علق على شكل جسدي، أو كتب أن رأسي مربع أو يشبه الصحن أو بأنني أشبه الغسالة، في دليل واضح على قلة الوعي والفراغ الذي يعيشونه”.

ويبين الزيود أن السوشال ميديا أتاحت الفرصة على طبق من ذهب لكل الناس، بأن يظهروا بالطريقة التي تحلو لهم، من دون مراعاة مشاعر الآخرين وبدون حسيب أو رقيب.

وكانت زميلة نجود القاسم في قناة “رؤيا”، المذيعة سميحة مجدلاوية قد تعرضت هي الأخرى لحملة تنمر على منصات التواصل الاجتماعي، إذ نشرت في أغسطس/ آب الماضي، صورة لها بدون مكياج، علقت عليها بالقول: “للمتنمرين، أنا مشيبة، أنفي كبير، أسناني زي الأرنب، ما عندي شفايف، بخوّف، عجوز وبشعة وفقا لتعليقات البعض ومساجاتهم، ومع كل هاد أنا راضية عن شكلي تماماً فارتاحوا وارتقوا وبكفّي تنمّر”.

(محمود الخطيب – العربي الجديد)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى