البطل بسّام كميل..

#البطل #بسّام #كميل..

خاص سواليف

مقال الثلاثاء 26 – 10 – 2021

اسمه يوحي للوهلة الأولى أنه “قائد كتائب” …أو أمين عام حزب يساري..أو زعيم أحد الحركات التحرّرية..لكنه في الواقع الإبن البكر للناشط السياسي كميل الزعبي..

بسّام كميل “15”عاماً صار يعرف الفرق بين الاجهزة الأمنية ووظائفها وطرقها في الاعتقال ،وصار يحفظ مواقع السجون، وسلبيات المهاجع، ومواعيد زيارات الاهالي..بعد ان اعتاد على سجن والده اكثر من مرّة على قضايا جرائم اليكترونية في السنوات الأخيرة ..فأصبح بسّام كميل “قائد البيت” في غياب أبيه .. و”امين عام” الكشك..وزعيم الكرامة عندما تغيب عن كثير من الشوارب..

بالأمس زرت هذا الفتى الصلب ،سألت عنه في البيت قالوا انه “يعمل مكان والده في المحل” كي لا تحرم العائلة من الدنانير الستة التي يتقاضاها والده السجين،  بسام الطفل الذي قضى طفولته بين البؤس والفقر وزيارات سجن السلط وباب الهوى وقفقفا وماركا، زرته في محل والده المتواضع، كان يرتّب بعض حبات البسكويت، متماسكاً صلباً يحاول أن يلهي نفسه عن دمعة الغياب ، لا بيع ولا شراء في المحل لكنه لا يبرح مكانه في معركة العيش..

سألته عن ابيه فقال لقد كلّمنا أبي اليوم من سجن “ماركا” انه بخير، قلت له : كيف تعمل هنا؟ وماذا عن المدرسة؟..قال: طلبت من ابن خالتي ان يجلس مكاني قليلاً في المحل..حتى أؤدّي الامتحان في المدرسة وأعود ..امتحنت وعدت الى هنا لم أذهب الى البيت ولن أذهب قبل منتصف الليل..انه البطل بسّام كميل الزعبي الذي يتحمّل مسؤوليته بكل رجولة واقتدار..ولا يمنحنهم حتى متعة الانتصار على حزن العائلة وقلة حيلتها وضعفها وفقرها..انه يقاتل، بسّام يقاتل لأجل لقمة العيش..يغلي فنجان قهوة لزبون ويغلي قلبه بالكرامة والحرية جيّداً…يحضّر كوب شاي بالنعناع لعابر طريق..ويحضّر درسه جيداً ليوم غدٍ…انه البطل الطفل بسّام كميل…الذي يحمي اخوته ويطعمهم كالباشق…

يا لانتصار الرئيس..يا لفخر الرئيس..يا لفرحة الرئيس..عندما يأمر بزجّ مواطنٍ في السجن لأنه تساءل مجرّد تساؤلٍ عن العدالة ووجه العدالة وميزان العدالة في سوق الخردة…

أحمد حسن الزعبي

Ahmed.h.alzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى