استوصوا بالنساء خيرا.

استوصوا بالنساء خيرا.

نايف المصاروه

إن من المسلمات  أن لكل رجل،أم او أخت او خالة او عمة أو زوجة أو ابنة أو إبنة أخ أو إبنة أخت ، فهل منا معاشر الرجال في الشرق والغرب من يستطيع أن تغيب عن نظره أي منهن  ليوم أو أكثر إلا لعذر او ضرورة؟
وهل يستطيع أن يرى او يقبل باي أذى أو سوء يصل لأي منهن… ؟
قلت  في البداية.. لكل رجل، ولم اقل لذكر او لأي ذكر ، لأن هناك فرق في المعنى كما أن هناك فروقا في المواقف، فما ضيعت حقوق النساء إلا من قبل الذكور، وما وصل الأذى لهن إلا بإنتكاساتهم عن الفطرة السوية.

بالفطرة الإنسانية للرجل  فإنه يغار على محارمه،ولا يقبل بأي مساس او إنتهاك  لحرمتهن أو كرامتهن، كما أن من الغريزة البشرية  البر والإحسان لهن والدفاع عنهن في كل حين وآن، إذا لماذا جعلوا للمرأة يوم ليحتفى بها؟

مقالات ذات صلة

تعود جذور التشريع للإحتفاء بيوم المرأة،  الى عام  1977، حين أصدرت هيئة الامم المتحدة، قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد  يوم من كل عام، يتم اختياره والتوافق عليه للاحتفال بالمرأة، فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس في كل عام ليكون يوما عالميا للمرأة، وقد تم اعتماده من قبل منظمة الدولية رسميا، ليكون هذا اليوم رمز لنضال المرأة.
  هذا القرار جاء بناء على ما  سبقه من حراك وتظاهر نسوي انطلق عام 1856 عندما خرج الآلاف من  النسوة  في شوارع مدينة نيويورك للاحتجاج  على الظروف اللإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها.

وتجدد هذا الحراك النسوي في 8 مارس 1908م، عندما عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك، احتجاجا على ضروف العمل ورفضا لعمالة الاطفال، وقد حملن قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار “خبز وورود”.

شكلت مُظاهرات الخبز والورود بداية  حركة نسوية  داخل الولايات المتحدة خصوصاً بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة “بالمساواة والإنصاف والحقوق السياسية” وعلى رأسها الحق في الانتخاب.

وإني اعجب من أمة، او كل الأمم جعلت لكل مخلوق يوم في العام لتحتفي به، او لتذكير بوجوده او لتتذكر  إنجازاته، وربما هي في اليوم الذي سبقه او لحق به او ربما في نفس اليوم تنتهك كرامته وتعتدي على حريته وتنتقص حقوقه.
يكثر الدعاة للإحتفاء بالنساء، وتتعدد وتتنوع الدعوات في الغرب والشرق، للمطالبة بحقوق المرأة وحريتها وتحريرها، ولا أدري عن أية حرية  يتحدثون او بأية حقوق يطالبون، أو ممن يحررونها !
فهل من تحرير المراة وحريتها.. ان تكون عارية تتصدر افلام الفحش والفجور؟
وهل من تحرير المرأة أيضا أن تكون شبه عارية لتتصدر وسائل الاعلام، للترويج لبعض الصناعات، او بوضعها على اغلفة بعض السلع او المنتجات؟
وهل تحرير المرأة وحقوقها  وحريتها ، ان تكون شبه عارية في بعض السباقات والمسابقات؟
وأسال كل ذي لب وعقل، هل هذا مقام يليق بالأم والاخت والإبنة والزوجة… ؟
وهل هذا تحرير وحرية أم انتقاص وإنحدار وتحقير؟

تكثر  الدعوات لتحرير المراة والمطالبة بحقوقها وحريتها ، ومعها تكثر وتتعدد الاساليب والسبل لسلخها عن إنسانيتها وأنوثتها  وسترها واخلاقها ودينها، وقد نزلوا بها او أنزلوها لتكون أدنى من السلعة، أو جعلوها  أداة لتحقيق بعض اهدافهم المشوبة بكل الشبهات والشهوات.

وهنا أسأل.. واقول لكل المفتونين بالحرية الزائفة للمراة وبالتحرر الاعمى .. أين هي دعوات الحرية للمرأة… ونحن نرى ونسمع عن تعدد السبل للتضييق على المرأة في حقها بالتدين والاعتقاد، أليس منع الحجاب مثلا.. وأد للحرية، وهل ذلك من سمة أهل الحضارة، أم من سمات أهل الكذب والزور ؟

في هذا العام مثلا.. اطلقت الامم المتحدة، شعارا للإحتفاء بالمرأة، تحت عنوان” تحقيق المساواة بين الجنسين بحلول عام 2030″ .

ثم جاء في سياق الإعلان، قولهم”” أحرز العالم تقدما غير مسبوق، إلا أن تحقيق المساواة بين الجنسين هو الهدف الذي لم تحققه أي دولة!

وهنا أسأل… كل القائمين على الهيئات والمنظمات الدولية الحقوقية منها والإنسانية ،أين هو التقدم الغير مسبوق للنساء في مينمار مثلا؟
وهل نساء ماينمار يعتبرن من نساء العالم؟
إن كان الجواب نعم… وأظنه كذلك.. فأقول.. لماذا لم تتحرك تلك الأمم المتحدة، ومجلس امنها ومحكمتها، لوقف المجازر التي ارتكبت بحق النساء المسلمات بالذات ، اللواتي كن يحرقن أحياء،وتشوى اجسادهن واطفالهن على النار، ناهيك عن جرائم الاغتصاب والقتل وغيرها على ايدي البوذيين؟
أم ان هذا.. ليس من شأنهم !
وأكرر السؤال… لكل القائمين على الهيئات والمنظمات الدولية الحقوقية منها والإنسانية ، عن أحوال النساء في فلسطين وسوريا والعراق واليمن والصومال وغيرها، وهل يعتبرن من نساء العالم؟
فالجواب قطعا نعم… فأقول.. لماذا لم تتحرك تلك الأمم المتحدة، ومجلس امنها ومحكمتها، لوقف الإعتداءات التي ارتكبت ولا تزال ترتكب بحق النساء واطفالهن بالذات، على ايدي قوات الاحتلال الصهيوني في فلسطين، وعلى ايدي كل المنظمات والعصابات  الإجرامية في سوريا والعراق واليمن والصومال ؟

ترى هل يعلم العالم بأسره.. بكل منظماته وهيئاته، أن النساء وأطفالهن في اليمن يعانين من فتك الامراض والأوبئة والجوع ناهيك عن الخوف، بسبب ذلك التمرد على الشرعية، من قبل عصابة الحوثي المدعومة ايرانيا، فماذا فعلت تلك المنظمات لنصرتهن؟
وأين دور تلك المنظمات..على الأقل لإغاثة النساء الحوامل والمرضعات فقط…؟
عبثا يناااادون، وكذبا وإفكا  وزورا يدعون.

وأسال كل العرب والمسلمين وكل المؤمنين، أين غيرتكم على الأعراض التي تنتهك، والدماء التي تسفك بحق النساء، على ايدي البغاة والطغاة في بلاد العرب.. هل تذكرون  تلك التي قالت…واااااامعتصماه، وكيف لبى نداءها.. فما بالكم لا تسمعون؟

يروي البعض كذبا وزورا أن  ابن الجوزي ذكر في المنتظم:انه  “بينما الحجاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم، إذ قام أعرابي فحسر عن ثوبه، ثم بال في البئر والناس ينظرون، فما كان منهم إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد أن يموت، فخلصه حراس الحرم منهم وجاؤوا به إلى أمير مكة فقال له: قبحك الله، لم فعلت هذا؟ فقال: حتى يعرفني الناس فيقولون هذا الذي بال في بئر زمزم”.
اولا.. ومع ان القصة غير صحيحة، لكن المراد من سردها هو للبيان والتبيان، ان  بعض الناس يستميتون في سبيل حب الظهور ولتحقيق الشهرة الزائفة ، وبعضهم او بعضهن يخدعون ويفتنون  بتلك الدعوات، ويغريهن  سطوع الأضواء والنجومية، وفي سبيل ذلك بعضهم او بعضهن على استعداد لبيع دينهم وكل ثوابتهم، من اجل ذلك البريق الزائف شعارا لدنياهم، وقد ظهر  جليا ان التفلت عن ثوابت الدين بالذات قد اصبح ايسر الطرق الى ذلك، ويجدون على ذلك  أتباعا وتأييدا .

بعض دعاة تحرير المرأة وحريتها اليوم ، هم أنفسهم اهل ودعاة وأدها في الجاهلية الأولى، ولكنهم اليوم يبقونها على قيد الحياة لينهشونها ويعتدون على كرامتها وعفتها وإنسانيتها.

وإلى بعض دعاة تحرير المرأة، المطالبين بحريتها وحقوقها زورا وكذبا، والى بعض المبهورات والمفتونات بالشهرة والنجومية وحب الظهور،   أقول.. إن أعظم المشهورات والنجمات هن الصالحات، ممن خلدت سيرتهن وأسماءهن في الدنيا والآخرة، ومن منا معاشر العرب والمسلمين والمؤمنين، من لا تذرف دموعه خشوعا لأصداء البيان الرباني عند ذكرهن،((وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱمۡرَأَتَ فِرۡعَوۡنَ إِذۡ قَالَتۡ رَبِّ ٱبۡنِ لِي عِندَكَ بَيۡتٗا فِي ٱلۡجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرۡعَوۡنَ وَعَمَلِهِۦ وَنَجِّنِي مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴿١١﴾ وَمَرۡيَمَ ٱبۡنَتَ عِمۡرَٰنَ ٱلَّتِيٓ أَحۡصَنَتۡ فَرۡجَهَا فَنَفَخۡنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتۡ بِكَلِمَٰتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِۦ وَكَانَتۡ مِنَ ٱلۡقَٰنِتِينَ)).

وقوله تعالى في وصف مريم ابنة عمران.. ((فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٖ وَأَنۢبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنٗا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّاۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيۡهَا زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزۡقٗاۖ قَالَ يَٰمَرۡيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَاۖ قَالَتۡ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ إِنَّ ٱللَّهَ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٍ)) الإسلام دين لكل زمان وهذا حالهن قبل الإسلام الذي جاء به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.
إن اعظم تكريم وأعدل الحقوق للمرأة،  هي تلك التي جاءت بها الشرائع والأديان، وأخص منها شريعة الإسلام، وإن أول تلك الحقوق، تحريم وأدها او قتلها أو الإعتداء عليها تحت اي دعوى او مسمى، إلا بما شرع الشارع الحكيم سبحانه وبحمده، ومن اكمل صور  المُحافظة على المراة، بأن جعل  حفظ العرض من ضرورات الإسلام الخمس، فلا يجوز قُربها إلّا بالزواج الشرعيّ الحلال،
وأي فضيلة أعظم من تحريم الزنا وويلاته وكل السبل التي تؤدي اليه.
وهنا أسال… اين هي دعوة حرية المراة وتحريرها، وواقع الزنا في بعض المجتمعات التي تحارب الفضيلة، وتشجع الردى والرذيلة؟

ومن صور حقوق المراة في الإسلام قوله تعال (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، وذلك بالمُحافظة على كرامتها، وعدم إهانتها، كذِكر محاسن غيرها من النساء أمامها، أو سَبّها، كما تجب مناداتها بأحبّ الأسماء إلى قلبها، ورَدّ السلام عليها حال ملاقاتها، والتودُّد إليها بالكلام الطيّب، وتقديم الهدايا لها، والتغافل حال تقصيرها، والعفو عنها، والمحافظة عليها من الشُّبهات ومواطن الفساد، وعدم إجبارها على الخروج من بيتها، وحِفظها، وتلبية احتياجاتها جميعها.
من حقوق المرأة في الإسلام، الأمر بالإحسان إليها وحسن تربيتها، كما شرع حقها في الإعتقاد والتعبد ، وبين حقها في الميراث والزواج، وحث على حقها في العلم والعمل ، وكل ذلك ثابت في نصوص القرآن والسنة، (فَٱلصَّٰلِحَٰتُ قَٰنِتَٰتٌ حَٰفِظَٰتٞ لِّلۡغَيۡبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُۚ)، وجاء التكريم الرباني للنساء بأن سميت باسماءهن  سورة من القرآن الكريم، كسورة مريم، او سورة النساء، ومن تكريمهن ايضا ان أورد ذكرهن في اكثر من 25 موضعا في القرآن العظيم بلفظ النساء،واكثر من 18 موضعا بلفظ ازواجه او ازواجكم او زوجه، و4 مرات بلفظ إمرأة، ناهيك عن الإشارة اليهن في كثير من المواضع كقوله تعالى((إِنَّ ٱلۡمُسۡلِمِينَ وَٱلۡمُسۡلِمَٰتِ وَٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ وَٱلۡقَٰنِتِينَ وَٱلۡقَٰنِتَٰتِ وَٱلصَّٰدِقِينَ وَٱلصَّٰدِقَٰتِ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَٱلصَّٰبِرَٰتِ وَٱلۡخَٰشِعِينَ وَٱلۡخَٰشِعَٰتِ وَٱلۡمُتَصَدِّقِينَ وَٱلۡمُتَصَدِّقَٰتِ وَٱلصَّٰٓئِمِينَ وَٱلصَّٰٓئِمَٰتِ وَٱلۡحَٰفِظِينَ فُرُوجَهُمۡ وَٱلۡحَٰفِظَٰتِ وَٱلذَّٰكِرِينَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱلذَّٰكِرَٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمٗا)).
من اعظم الحقوق للمرأة في الإسلام ما جاءت به نصوص القرآن، وما اشتملت عليه من معاني وتفاصيل، وما اشتملت عليه السنة النبوية من وصايا، ومنها تلكم الوصية الجامعة التي كانت في حجة الوداع او حجة
الإسلام او حجة البلاغ، التي كانت في السنة العاشرة للهجرة، الموافقة  لشهر آذار/مارس، من سنة ستّمئةٍ واثنين وثلاثين للميلاد كما ذكر بعض اهل العلم.

في تلك الخطبة  الجامعة بلغ النبيّ -عليه الصلاة والسلام، كل المسلمين  سابقا ولاحقا والى قيام الساعة، عدداً من الوصايا التي تتعلّق بأصول الشريعة، ومبادئها، وحِفْظ  حقوق الله -تعالى- على العباد، كما أوصى عليه الصلاة والسلام كل مسلم بحفظ إخاه المسلم في ماله، وعِرضه، ونَفسه، كما اشتملت تلك الوصية النبوية، على التوصية بالنساء بكل خير ، والتذكير بضرورة حِفْظ حقوقهنّ، وحُسْن معاشرتهنّ، فقال عليه الصلاة والسلام ” أما بعد أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا…،
إلى ان قال :- بأبي هو وامي عليه الصلاة والسلام، “.. أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقاً ولكم عليهن حق،
لكم أن لا يواطئن فرشهم غيركم، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة، الى ان قال… فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً – ألا هل بلغت….اللهم فاشهد.

هذه الوصية النبوية الجامعة والعامة، والموجهة
من النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-إلى كلّ رجل؛ سواء كان أباً، أو أخاً، أو زوجاً، أو إبناً، أو غير ذلك،  فيها تأكيد على استمرار الوصية  بالنساء إلى يوم القيامة، فقد جاءت الوصيّة منه عليه السلام  بلفظ (استوصوا) أي ليُوصي منكم الآخر.
كما جاء التحذَّير من التقصير في حقّهوقهن ؛ لأنّهن أمانة من الله عند الرجل؛ فلا يجوز له الغدر بهن، أو خيانتهن او الإعتداء عليهن.
كما جاء في صريح السنة ايضا العديد من الوصايا النبوية ايضا، منها حديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ)، وقوله صلّى الله عليه وسلّم-: (أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا، وخيارُكم خيارُكم لنسائِهم)، وقوله عليه الصلاة والسلام-: (كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ) وقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن كانَت لَهُ امرأتانِ فمالَ إلى إحداهما جاءَ يومَ القيامةِ وشقُّهُ مائِلٌ)وفي هذا حَثٌّ وتوجيه نبوي على العدل بين الزوجات في حال تعدُّدهنّ سواءً كان في المبيت، أو النفقة،او غيرها.
هذه بعض الوصايا والتوجيهات الربانية والنبوية، لكل الرجال لحفظ حقوق النساء ورعايتهن والعناية بهن امهات واخوات وزوجات وبنات او عمات او خالات، وتلكم الوصايا.. هي لكل الرجال بحفظ كل النساء وصونهن من كل الأذى.
وإنني أدعو كل صاحب شان او  قرار، بأن يكون الإحتفاء بالنساء، من خلال تكريم عدد من عامتهن، ممن ذكرهن الكاتب ادهم الشرقاوي في بعض كتاباته وأخص منهن..

عن اللواتي لا يكتبُ عنهنّ أحد..

عن المستيقظاتِ فجراً، المُصلّياتِ فرضاً، التّالِياتِ ذِكراً، المُعِدّاتِ فُطوراً، المُجَهِّزاتِ تلميذاً، المُلبساتِ مريولاً، المُسرِّحاتِ شَعراً، المُراجِعاتِ برنامجاً، الجَالِياتِ صحوناً، المُوضّباتِ فِراشاً، الحانياتِ ظهوراً، الكانساتِ أرضاً، الماسِحاتِ غبراً، المُرتّباتِ بيتاً، الطّابخاتِ غداءً، المُنتظراتِ أولاداً، المُطعِماتِ حشداً، المُنظّفات قُدوراً، المُذاكراتِ دروساً، الحالّاتِ فروضاً، المصححاتِ إملاءً، المُسمّعاتِ استظهاراً، المُحفّظاتِ قرآناً، المُعدّاتِ للنوم أولاداً، المُفرفشاتِ بعد ذلكَ أزواجاً!

عن الخبيراتِ الاقتصاديّاتِ اللواتي يتكيّفنَ رغم عجز الموازنة بينما تغرق أوطان كبيرة بالدّين!.. عن الممرضاتِ اللواتي يقسنَ حرارة ولدٍ مريض بميزان شفتين يطبعنه قبلةً على جبينه، فيُشخّصنَ المرض، ويعطين العلاج، فنشفى، ويموتُ عشرات الآلاف بالأخطاء الطبيّة!

عن المُدرّساتِ الخصوصيات مجاناً!.. عن السّمكرياتِ توفيراً!.. عن المرهقاتِ الآوياتِ لفراشهنّ ليلاً يسمعنَ صوتَ عظامهنّ تحتهنّ فلا يشتكين!.. عن اللواتي لا يطبخنَ لانستغرام، ولا يشترينَ الثياب للفيسبوك!.. عن الصّابراتِ على وجع الظّهر لأنّ كشفيّة الطبيب أولى بها فاتورة الكهرباء في أوطان رغم النّفط لا تشبع!.. عن خشناتِ الأيدي لأنّ ثمن المُرطّبات والكريمات أولى به أقساط مدارس الأولاد في أوطان تخلّتْ وعلى المرء أن يتدبّر فيها نفسه!

عن اللواتي لا يُسافرنَ للإجازات!.. عن اللواتي ينسينَ أعياد ميلادهنّ!.. عن اللواتي لا يُطالعنَ مجلات الأزياء!.. عن اللواتي لا يعرفنَ الطريق إلى صالونات التجميل وورش الحدادة النسائيّة!.. عن الملائكة، الملائكة حقاً، الملائكة فعلاً!
هولاء من يستحقن التكريم، اما صاحبات الاعمال والفنون والمبدعات في الإعلام، مع الإحترام لكل منهن، فيكفيهن تكريم الشهرة،وتكرار الشكر لهن، لحفاظهن على ثوابت الدين والقيم والاخلاق.
وإنني أدعو كل الشركات والمؤسسات والهيئات، أن يكون في كل عام تكريم لسيدة من كل محافظة او تجمع سكاني، تكريم ولو كان معنوي بسسط.. ولكنه مؤثر وله وقعه في نفوس النساء.
وختاما الى الاباء والابناء والاشقاء… وكل الغيورين على الأعراض، اوصيكم بما اوصانا الله تعالى ورسوله عليه السلام به، واحذروا ثم احذروا من فلتات الجاهلية الأولى، من الاعتداء على النساء بأي شكل من الاشكال، ففي ديننا وشرعنا المطهر حلول ووصفات لكل إشكال او مخالفة، وادعوكم.. لتقوى الله، ثم سؤال اهل العلم الثقات، فيما أشكل عليكم من معلومات، كما أدعوكم للحرص على الاعراض، بعدم الرضى وبالحسنى عن بعض الملابس، التي بدأت تغزو مجتمعاتنا، ولا تمت لا لدين ولا لعادة، واوكد على ان الإحتشام هو في الظاهر  لباس الستر والحجاب، ولكنه في الحقيقة، وقبل ذلك هو احتشام العقل والقلب عن كل مسببات التفلت والإنحدار.
حافظوا على اعراضكم من خلال القرب والتوجيه والتعاهد بالنصح واللين والرفق، فما كان اللين في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى