استهداف الاردن

استهداف الاردن..قديما وحديثا الأسباب والدوافع!

نايف المصاروه

الاستهداف مصدرها، استهدف  او هدف، واستهدف فعل،بمعنى قصد أو صوب أو تعرض، يستهدف استهدافا، والمستهدف مفعول.

والشيء جعله هدفا، اي غاية.
يستهدف استهدافا فهو مستهدف.
استهداف الشيء التعرض له، وجعله عرضة للطعن والنقد.

مقالات ذات صلة

والاستهداف قد يشير أيضًا إلى التصويب نحو “الهدف الفعلي” الذي يتعين على الرامي تدميره، مثل التأشير على الهدف باستخدام الليزر لتوجيه الذخائر الموجهة ليزرياً ، وتقدير مدى المدفعية.

والاستهداف هو عملية اختيار الأشياء أو المنشآت التي يجب مهاجمتها أو احتلالها أو تدميرها في الحرب.
و يقوم الاستهداف – وبشكل منهجي- بتحليل أولويات الأهداف ومواءمة الإجراءات المميتة وغير المميتة المناسبة لتحقيق تلك الأهداف.

الأردن أو (رسمياً: المملكة الأردنية الهاشمية)هي دولة عربية قومية مسلمة، ترتفع ولا تقع ، تتوسط الشرق الأوسط  في الجزء الجنوبي من منطقة بلاد الشام، والشمالي لمنطقة شبه الجزيرة العربية.
لها حدود مشتركة مع بعض بؤر التوتر الامني حديثا وقديما من سوريا من الشمال، وفلسطين من الغرب، والعراق من الشرق،  سميت بالأردن نسبة إلى نهر الأردن الذي يمر على حدودها الغربية.

تعددت المعاني لتفسير معنى  اسم الأردن، فقيل انها تعني الشدة والغلبة وهو كذلك.
ويذكر قاموس الكتاب المقدس أن الأُرْدُنّ  معناه الوارد المنحدر، وهو أهم أنهار بلاد الشام.
الاسم الإغريقي للأردن هو يوردانيم (jordanem) وجوردن (Jordan) ومعناها المنحدر أو السحيق.

وأطلق اليونان والرومان على بلاد الأردن لفظ ثيم الأردن وهو مسمى عسكري حيث كانت الأردن مقرا لمقاطعة عسكرية، كما أطلق الفاتحون العرب على مناطق الشام اسم الأجناد، وكان من بينها جند الأردن الذي كان يضم جزءا من جنوبي لبنان، وشمالي فلسطين، وكذلك أجزاء من سورية.

أما مسمى شرقي الأردن؛ فقد عرف لأول مرة في العهد الصليبي، وأن أول تسمية بهذا المعنى نقلها وليم الصوري، مؤرخ مملكة بيت المقدس اللاتينية، فقد أطلق عليها ultra jordanem وذكر أنها تشمل بلاد؛ جلعاد، وعمون، ومؤاب، ويطلق عليها أحيانا اسم ترانس جوردن trans Jordan التي تعني بلاد ما وراء النهر، عبر الأردن، أو شرقي الأردن أيضا.

من المعاني للمفردات سالفة الذكر ، ومن موقعه وحدوده مع بعض الدول الشقيقة، التي تشهد توترا سياسيا وامنيا،ومن صلابة مواقفه العروبية والقومية والسياسية، ومنهج الاعتدال والوسطية الإسلامية، ونهج النظام الملكي الذي يجمع ولا يفرق ويتصف بالرحمة واللين في غالب أمره، كما يتصف بالشدة والبأس مع بعض من يتعدى ويتجاوز ، نجد ان الاردن ومنذ نشأة الامارة وحتى الاستقلال وما بعده ومرورا بالعهد القديم والحديث والى  اليوم، والأردن عرضة  للاستهداف  الخارجي والداخلي.
ولا غرابة في ذلك إذ ان الأردن يقف على اطول خط للمواجهة مع الكيان الصهيوني الإسرائيلي المحتل، هذا الكيان الذي هو سبب لكل الويلات التي حلت بأمة العرب سابقا ولاحقا والى قيام الساعة، ومن يجاور الصهاينة فإنه عرضة للفتن والمؤامرات، لأن ذلك ديدنهم ومنهجهم ، تمويلا وتخطيطا وتنفيذا، تمويل بالمال وامدادا بكل ما من شأنه الوصول الى الغاية والهدف، وما اكثر طلاب التمويل والمفتونين بالمال منهم ومنا  ومن غيرنا.
ظهر ذلك وتجلى من خلال العديد من المحاولات لزعزعة استقرار الأردن والإضرار بأمنه، اذكر منها حادثة إغتيال الملك المؤسس عبدالله الأول رحمه الله، وتكرار محاولات إغتيال الملك الحسين رحمه الله، ثم اغتيال الرؤساء  ابراهيم هاشم ووصفي التل وهزاع المجالي رحمهم الله تعالى ،وفتنة احداث ايلول الاسود عام 1970،وما تبعها من توترات سياسية، واغتيال واختطاف عدد من السفراء والدبلوماسيين الأردنيين ، وتعرض بعض المقار الدبلوماسية الاردنية للعبث والتخريب،  وما ظهر من عمليات إجرامية وإرهابية على أرضه ،  وما تعرض له الاردن ولا يزال من تكرار المحاولات للإساءة  لسياسته واقتصاده وأمنه قديما وحديثا،  بغرض اضعافه والنيل من كرامة وكبرياء اهله، ولكن هيهات منا الذلة…. فما أنجبت النساء بعد من يظن أنه قادر على الولوج الى ساحتنا أو المساس بعمقنا وسيادتنا.

ولذلك نجد ان أردننا وبالرغم محدودية موارده الاقتصادية ، لكنه قلعة صمود سياسي وأمني، تصدى ولا زال يتصدى وسيبقى بإذن الله، لكل محاولات الاستهداف والعبث بكل قوة واقتدار، ومرد ذلك التصدي هو وعي الأغلبية من الأردنيين لما يراد بهم وبوطنهم، وشرعية القيادة واهميتها والتفاف الأردنيين حولها.

وهنا اقول قد يختلف بعض الأردنيين مع النظام او الحكومات ،وتظهر المعارضة ويكون النقد لبعض السياسات، وهذا منهج صحي وضروري احيانا للتصويب او التصحيح، بشرط ان يكون ذلك بعيدا عن التشهير والتجريح، والذي لا يختلف عليه الاردنيين ، هي الاساسات والثوابت الثلاثة، “الله ومنه الدين وتشريعاته – ثم الوطن وما يعني بشعبه وأرضه وحدوده وبماضيه وحاضره وكل مؤسساته – والملك أي نظام الحكم او مؤسسة العرش”، هذه الاساسات الثلاثة ،التي تعتبر من المقدسات والتي لا مهادنة عليها، ولا تهاون بشأنها، او حتى السماح بمحاولة خدشها او المساس بها او التعرض لها، وهي عنوان القوة واساس الصمود والتحدي.

من استهداف الاردن جهل بعض الابناء او الأشقاء ، باساليب ومخططات بني اسرائيل واذنابهم ومكائدهم ومقاصدهم، لتفريق وحدة الامة وتمزيق لحمتها، وتشكيكها بثوابتها ومن هم  اهل للثفة وفي مواقع القيادة،حتى يسهل الاختراق والوصول الى الغايات،وهنا اشير الى ضرورة الكشف المبكر عن كل عمل تخريبي او اجرامي مدفوع او مدعوم من الجهات الخارجية، وخاصة ممن لهم علاقة ببني اسرائيل واذنابهم، وفضحهم ومؤامراتهم على رؤوس الأشهاد.

ومن استهداف الأردن ان يوسد الامر في امانة المسؤولية الى غير اهلها، وما نتج عن ذلك من بيع للمقدرات الوطنية بثمن بخس بضع ملايين معدود ، وما ظهر من بعضهم من أعمال وسلوكيات هي موضع ريبة وشك وتبرم، وقد ثبت أن بعض تلك الشكوك والريبة في مكانها، والاصل ان لا يولى امانة المسؤولية إلا الامناء واهل التقوى والعلم والعزم،وهنا أقول إلى أهل العقد والحل، يقال”اعطي الخبز لخبازه ولو اكل نصفه”، ويقال ايضا “ما يحرث الأرض إلا عجولها”، قلنا  يوما عن شخصية جدلية،بانه سبب فتن، فقالوا عنه شهيدا، وهل يعود الشهيد ليصنع الفتن…. واللبيب من الاشارة يفهم!

ومن إستهداف الأردن التراجع الواضح في المناهج التعليمية، ومخرجات التعليم بكل مسمياته ، والتراجع الملحوظ في الإدارة العامة، والتساهل في حفظ المال العام، واستشراء آفة الفساد ، والشللية وتوريث المناصب.

ومن استهداف الأردن تكرار محاولات التسلل عبر الحدود، ومحاولات تهريب الأسلحة والمخدرات.

ومن استهداف الاردن تراجع الاخلاق العامة، وتراجع الثقة بالمسؤول، وانعدام المسؤولية عند البعض، وظهور آفة التكسب وبوادر الرشوة، والتراجع في شأن الإعلام الوطني الذي يجب ان يكون هادفا لا مستهدفا بضم الميم وكسر الدال ، والتراجع مؤخرا في مواجهة البلاء والوباء بعد النجاح.

قبل الختام. … لكل ما ذكرت سابقا من دوافع ومسببات لاستهداف الاردن بكل ما يعني، فإن الواجب يقتضي أن نعيد كل حساباتنا في شأننا الداخلي، وضرورة مراجعة كل اسباب التراجع، وكل مسببات الاستهداف، وانطلاقا منها يتوجب إعادة النظر بكل التشريعات الناظمة لكل المسميات،السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاخلاق العامة، وضرورة الوضوح والشفافية في مخاطبة العامة، وقبل ذلك وبعده… ضرورة الحرص على إعادة الثقة عند العامة من خلال قرب الراعي من الرعية، وولاية الثقات والصالحين.

ختاما… همسه.. للعلم…. ولمن يعلم او لا يعلم نميز الغث من السمين، ولسنا بأغبياء ولا لأغبياء يخدعوننا ولو تزينوا… ولو تدهنوا ولو قالوا.. واعلنوا.. فالكذب مفضوح!!

وسيبقى الاردن عصيا على كل محاولات الاستهداف، وكل الفتن وصناعها،وكلما اطلت فتنة، كشفت بإذن الله وحتى يبقى الأردن كذلك وزيادة، فإن ذلك يتطلب من كل احرار الاردن وشرفاءه، أن يكونوا صفا واحدا ضد كل الفتن والمؤامرات، كما كانوا على الدوام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى