هزيمة السلام….سلام المقاومة !

هزيمة السلام….سلام المقاومة !
بسام الياسين

لا سلام يأتي من ضعف، ومنطق الحقيقة وقانونها الطبيعي يؤكدان ان القوة تصنع الحق والتخاذل يجلب المهانة والاحتقار.هذا لا يعني صوابية القوي المتوحش، وعدالة موقفه كالكيان الصهيوني ، فالحرب عليه، ومقاومة مشاريعه العدوانية، ومقاطعته اقتصاديا، واحراجه دبلوماسيا، رسائل ساخنة يجب ان توجه اليه لتصويب، موقفه وكبح جماح تمدده، فالحق مهما بلغ من الوضوح لا يأتي على قدميه، ويقرع باب المهزوم. فمنذ ان خلق الله الخلق لم يسجل التاريخ ان شعباً تحرر بمبادرة من مستعمر او مكرمة من محتل،او استعاد ارضه باجتماع « قمة » او شكوى للامم المتحدة. فاللجوء الى هذه الصيغ الفجة – تُقية سياسية – سببها عجز عن المواجهة ورفع عتب لعدم الاخذ باسباب القوة.

عراب السلام الاسلوي ” عمدة رام الله الحالي ” – عباس -، ورفيق دربه كبير – السفسطائيين – سائب عريقات صاحب كتاب حياتي مفاوضات فشلا في استيلاد فأر منذ اوسلو، وان فتيلة سراج سلامهما المزعوم احترقت وغطت الظلمة وجهيهما،ولم يعد بمقدور السلطة التمييز بين شرائح لحم الخراف والخنازير على طاولة المفاوضات . ما فعلته مخترة رام الله ،جريمة بحق فلسطين واهلها.ما يقال عن السلطة ينسحب على الانظمة العربية.لهذا لا بد من اعادة تشكيل رؤية سياسية جديدة بدل الخرقاء،حيث ،لا يوجد عربي واحد عنده ذرة شرف لا يشعر بالاذلال من اعتداءات الصهاينة على تاريخه وجغرافيته والتمزق لانتهاك المقدسات والكرامة العربية،لدرجة ان قال مسؤول صيني رداً على الانتقادات العربية على معاملة الاقلية المسلمة في الصين:ـ على العرب اولاً، ان يردوا الاهانة عن انفسهم من دولة اسرائيل الصغيرة التي تضربهم على مدى سبعين عاما، دون ان يردوا عليها قبل ان ينتقدوا الصين. لكن الحق ان العرب يردون على اسرائيل بالمزيد من التنازلات لها، والعنترة على بعضهم.

سألَ الاسكندر الفيلسوف ارسطو نصيحة يسديها اليه في الحرب فقال له: اذا دخلت مدينة فأسال عن مُغنيها فهو لسان حالها.الحكمة ان يتجنب الاسكندر الساسة لانهم اغرقوا بلادهم بالفساد فهم يدعون الاستقامة ويمارسون الكذب والسرقة وان يحاذر العسكر لانهم اغرقوا بلادهم بالدماء. يتغنى شعراء الاوطان المحتلة بالمقاومة، ويصدح بها المغنون، وينشدها الاطفال في مدارسهم . بدورنا نسأل لماذا تظل مفردة المقاومة مطاردة في بلادنا العربية بينما تتصدر التفاهات وسائل الاعلام المُعتل ويعتلي المنصات التافهون.في مصر قلعة العروبة سُجن مؤخرا شاب لانه رفع العلم الفلسطيني.لذا فقد آن الاوان لاسترداد هذه الكلمة المُغيّبة قسراً من قاموس النظام العربي ، وضرورة احتلال الاعلام المسرطن .

مقالات ذات صلة

ان شل المقاومة، هدم للركن الاساس في الصراع مع العدو واستحضارها عامل ضغط على حوصلة الكيان الاسرائيلي المجرم الذي دمر الحجر واقتلع الشجر واذل الانسان دون ان يجابه بازيز بعوضة او طنين ذبابة لان العرب العاربة والمستعربة لا تتقن سوى الهرولة نحو عدوها والتمسح باعتابه. واجب الوجوب اذاً، التفكير بطريقة مغايرة، والتحوط لما هو آت، وتركيز الضوء على جدارية المقاومة وليس على الحائط الانظمة المنهار. فالعرب ـ المعذبون على الارض ـ يحتاجون الى مُخلّص يمشي فوق الجمر كقديس، ويتقافز فوق الالغام كنمر، لانهم سئموا المبادرات الاذعانية لعدو يرفض قراءة سطورها مما دفع العربان الى تسويقها كاعلانات تجارية مدفوعة الاجر بالصحف العبرية والامريكية.فكلنا يتذكر المبادرة العربية التي مسح بها شارون قفاه والقى بها في سلة الزبالة ثم احتل بعدها بيروت.فاتفاقيات السلام العربية ـ كامب ديفيد،اوسلو،وادي عربة ـ كلها تصب في خدمة المشروع الصهيوني،و لم تجلب للعرب سوى اضمحلال الهوية،الفساد،تراجع التنمية،والتخلي عن فلسطين كلية.الاخطر تفشي الشك والارتياب بالنظام العربي و انكماش الامل الى حدود اليأس من العمل.

القرآءة المتأنية لما يجري اليوم، تشي بان اسرائيل تسعى جاهدة لالغاء الفلسطيني لا اقصاءه او تهميشه.على المقلب الاخر ملايين الشبان العرب يحلمون بسرج مهرة الحلم الى فلسطين .فالاستشهادي لا تسجنه الحدود، ولا تحبسه العوائق، وليعذرني من ارتعدت فرائصه او اصيب بالاسهال خوفاً من صفقة القرن،ان اسرائيل ليست الا فزاعة قش، وعود ثقاب قادرعلى اشعالها.دروس التاريخ تخبرنا،ان دولة الشر اسرائيل، ستنهار كما انهارت توأمها اسبارطة التي قامت على نظام عسكري ظالم وقاس. سبب انهيارها كما فسره العلماء احتقارها اللا متناهي للطبيعة الانسانية تماماً كاسرائيل دولة الرعب والارهاب / مدونة بسام الياسين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى