أحْكامُ الإعدام المَلَكِية ووفاءُ الكلابِ

أحْكامُ الإعدام المَلَكِية ووفاءُ الكلابِ
موسى العدوان

تقول إحدى الحكايات القديمة، وأقتبس : أن ملكا اقتنى عشرة كلاب وحشية، لتفترس كل متهم بالخيانة أو التقصير. أخطأ أحد وزرائه في تقدير موقف معين، فأمر الملك بإعدامه عضاً من قبل كلابه. انفطر قلب الوزير وقال للملك : لقد خدمتك عشر سنوات، فامهلني عشرة أيام قبل أن تنفذ حكمك بي. وافق الملك وأمر رئيس ديوانه أن يسمح له، بخدمة الكلاب لعشرة أيام، وكان له ما طلب.
اعتنى الوزير بالكلاب جيدا وعاملها بمنتهى اللطف. وعندما حاء موعد الإعدام، تم الزج بالوزير في الحَلَبةِ مع الكلاب المفترسة، بحضور الملك وحاشيته على المدرّج، للاستمتاع بالمشاهدة. استغرب الجميع مما رأوه . . حيث تجمعت الكلاب تحت قدمي الوزير، وراحت تجول حوله دون أن تؤذيه.
طلبه الملك وسأله : ماذا فعلت بالكلاب يا كلب ؟ أجابه الوزير بأنه خدمها عشرة أيام فحفظت له الجميل. فهم الملك قصد الوزير فأمر بقطع رأسه. رأت الكلاب ما جرى للوزير، فانقضّت على الملك وافترسته، ولكنها نفقت جميعها، من السم الذي كان يجري في جسم الملك “. انتهى الاقتباس.
* * *
التعليق :
1. عُرف عن الكلب وفاؤه للعهد تجاه من يقدم له الجميل، وقد رافق أحد الكلاب فتيان أهل الكهف، كحارس لهم قبل مئات السنين. وقد وجدت رفاتهم في مغارة تقع في منطقة الرجيب جنوب عمان، إذ قال تعالى : ( وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ).
2. امتدح شاعر العرب علي بن الجهم الخليفة العباسي المتوكل ( 848 – 861 ) بوصفه كالكلب، في صدر بيت القصيدة التي ألقاها بين يديه قائلا : ( أنتَ كالكلبِ في وفائك للعهدِ . . . وفي رواية أخري : أَنتَ كَالكَلبِ في حِفاظِكَ لِلوُدِ . . . )
3. ويستخدم الكلب عند المسلمين، في الحراسة خارج المنازل ومع الحلال، نظرا لوفائه وأمانته.
4. والأعجب من ذلك أننا عندما نغضب من شخص، ونريد أن نوبخه نصفه بالكلب، متناسين فضله في الوفاء للعهد أو الحفاظ على الودّ . . !
التاريخ : 23 / 12 / 2020

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى