إن يسرق / احمد عياصرة

إن يسرق
تتابع الأحداث في قصة يوسف واخوته ، وتتوالى الوقفات في نفس ذات القصص ، لتبقى دروسا نستنير بها مر العصور والازمان .

أجدبت أرضهم وقحطت ، فشح الطعام والمرعى ، فأشار عليهم نبي الله يعقوب الذهاب الى مصر ، فأخذوا بضاعتهم يمتارون فيها فحصل ، وطلب منهم العزيز أن يحضروا معهم أخاهم من أبيهم ليوفى لهم الكيل .

رجعوا الى أرض فلسطين وقد وجدوا بضاعتهم ردت إليهم ، فطلبوا أباهم أن يرسل أخاهم معهم كما امرهم العزيز ليوفى لهم الكيل ، ففعل بعد أن أخذ منهم موثقا غليظا .

عادوا أدراجهم مصر وأخاهم ، فوصلوا قصر عزيز مصر ، فجعل الصواع في رحل أخيهم ، فأذن بينهم إنكم لسارقون ووجد الصواع في رحله ، فكانت الحيلة بوحي من الله ليأخذ أخاه في دين الملك .

مقالات ذات صلة

ما قحطت أرضنا يوما ، ولا أجدبت خيراتها ساعة ، وما جفت ينابيعها لحظة ، الخير في أرضنا وفير ، والماء كثير ، لكنها قحطت وأجدبت وجفت برهط ملأوا الارض سرقة ونهب وجورا ، فبتنا مترحلين بشهاداتنا مشارق الارض ومغاربها نمير أهلنا .

بقيت السرقة سرقة لغة وشرعا واصطلاحا من عهد يوسف عليه السلام الى وقتنا الحالي والى قيام الساعة ، لكن السرقة في أرضنا باتت تحتمل معان أخرى ، فمن نادى بالكف عن النهب فقد سرق ، ومن قال لكم أن الظلم عم فقد سرق ، والذي يأمركم بالاصلاح والمعروف فقد سرق ، ومن طلب رفع الجور والفساد فقد سرق .

احتال يوسف حيلته بإمر و وحي من الله ليأخذ أخاه في دين الملك ، ومكرتم أنتم أيها الفاسدون بوحي من عند أنفسكم ، وبأمر من عقولكم الخربة العفنة لتلقوه في السجن إلى حين .

أيتها الحكومة إن يسرق قورشة – بنظركم – ، فقد سرق الوطن رهط كثير – بنظرنا – من قبل ، فما أنتم فاعلون ?! .

احمد عياصره
المملكة العربية السعودية
الخبر

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى