حروب الاستنزاف ..تركيا ..السعودية / هيثم الحنيطي

حروب الاستنزاف ..تركيا ..السعودية
الاستنزاف هو مفهوم استراتيجي يعني أنه لكي يتم الانتصار في حرب ما، يجب إضعاف العدو حتى الانهيار عن طريق إحداث الخسائر البشرية أو العسكرية تدريجيا عبر استنزاف جهده وقوته ومصادره. وعادة ماتتضرر الدولة او القوة التي تمتلك عدد أكبر من المصادر والاحتياطات.
ينظر المحللين العسكريين لحروب الاستنزاف كشيء يجب تفاديه، إذ أن حرب الاستنزاف تمثل محاولة لطحن العدو من خلال االدفاع السلبي والنشط والذي لايسمح للعدو باستخدام قوته ومجهوده بالمكان والوقت المناسبين، وهذا الأمر يخالف المبادئ العادية للحروب، حيث تتحقق الانتصارات الحاسمة من خلال المناورات، وتركيز القوة، والمفاجأة،الا ن الخصم المواجه والاقل قوة يمنع الاقوة من حرية المناورة والحشد والمفاجاءة عبر انهاكه بسرعة الحركة وحروب العصايات والقوات (الفصائل) القليلة وغير ذلك. ولهذا فان الجانب الذي يدرك بأنه المتضرر الأكبر في حروب المناورة قد يبحث عن حرب الاستنزاف لكي يهزم تفوق خصمه وهذا مايستخدمه الحوثيونوقوات صالح حاليا في اليمن وما تنتهجه داعش في سوريا والعراق
. إذا كان كلا الجانبين متقاربين في القوة، نتيجة حرب الاستنزاف تكون غالباً انتصاراً باهض الثمن. يمكن اعتبار حرب فيتنام مثالاً على حروب الاستنزاف، إذا أن الاستراتيجية الأمريكية كانت تهدف لإضعاف الخصم إلى أن يفقد قدرته على المواصلة في الحرب الا ان العكس حصل بعد تدخل الصينين لصالح الفيتناميين فكانت على المدى البعيد خسارة فادحة للامريكان من خلال استنزاف جهودهم وعدم تحقيق اي اهداف لتلك الحرب.
في مسرح العمليات الشرق الاوسطي هناك قوتين كبيرتين مسلمتين تورطتا عنوة في حرب يمكن تجنبها لوكان عندهم بعد رؤيا ااوتخطيط استراتيجي عبر الحرب بالوكالة كما يستخدم الامريكان الاكراد في سوريا والعراق……تركيا تتقدم لازالة داعش ….والسعودية لابد من تحرير صنعا…مابين هذا وذاك تعود بنا الذاكرة لحرب الاستنزاف التي كانت تمارسه الدول العربية ضد اسرائيل وقد انهكت مجهودها الحربي الى ان حل السلام الذي طالما حلمت به اسرائيل وكانت تبحث عنه فتفككت المقاومة الفلسطينية ودول المواجهة العربية ومحور الصمود والتحدي وماالى ذلك من شعارات وعقائد ومباديء كانت سائدة.
على الاتراك والسعوديين ان يسعو لايجاد من يخوضوا الحرب عنهم بالوكالة حتى لاتستنزق قواهم وجهودهم ويقعوا في شرك لايستطيعون الخروج منه الا بعد ان يتكبدوا خسائر كبيرة في الارواح والمعدات والمعنويات …حماية مناطق النفوذ ومناطق التاثير والاهتمام لكل دولة تحتاج لدراسات استخبارية ميدانية مستفيضة يقوم بها خبراء استراتيجيون من ابناء البلد المخلضين الذين لايرتبطون باجهزة امنية معادية يعملون لصالحها من اجل تحقيق اهداف تلك الدول الاجنبية على حساب الدولة الوطن والموطن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى