بابا فانغا ومستقبل البلد / جروان المعاني

بابا فانغا ومستقبل البلد

امرأة بلغارية عمياء تنبأت بالعديد من الاحداث واصابت في كثير منها، خاصة ما يتعلق بمستقبل روسيا وامريكا، ووصول ذاك الاسود اوباما للرئاسة الامريكية ثم انحدار امريكا باتجاه التفكك والعودة للانقسام بين ولايات الجنوب والشمال.
على الجانب الاخر في العام 2012م قدم ساتلوف مدير معهد واشنطن تقريرا حول مستقبل الاردن حيث وضع ثلاثة سيناريوهات للانهيار الكلي للبلد ومستقبل الحكم فيه، ثم جاءت تصريحات قادة العدو الصهيوني لتختار اسوأ السيناريوهات من حيث حدوث الفتنة بين الشمال والجنوب والاردنيين والفلسطينيين، وحتى تتفادى الاردن كل ذلك وضع ساتلوف عددا من النصائح مطالبا امريكا واصدقاء الاردن بزيادة الدعم المالي والتحالف الهادئ بين الاردن والسعودية واسرائيل، وهو ما يجري عمليا على ارض الواقع .
نعم سبع سنين عجاف مرت منذ اندلاع الحروب الاهلية في عالمنا العربي وكلما اقتربت النار منا خرجنا منها بقدرة اللطيف العليم، وهاهم شيوخنا يستشهدون بقوله تعالى في سورة يوسف (ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) والله يشهد اننا صنعنا الكثير لتعي حكوماتنا المتتالية هذا المشهد المرعب وان تجنبنا ما حل في سوريا والعرق وليبيا واليمن ..!!
تتوالى الاحداث ونعيش كاردنيين حالة ترقب مرعب ومع وصول ترامب الكولينيالي البشع اخشى ان كل المحاولات ستبوء بالفشل خاصة اذا تخلى عن فكرة اهمية السعودية كدولة ضامنة لتدفق النفط والمال، وذاك التباعد الخفي بين مصر والسعودية وهنا اتكلم عن القادة وليس عن الشعوب التي لا حول لها ولا قوة بل تسير عن غير وعي باستثناء أولائك الانعزاليين في شتى البلدان.
بابا فانغا وشيوخنا ومعهد واشنطن للدراسات وانا وكل الانعزاليين في البلد الذين يستغلون الاعلام لنشر الوعي الجماهيري من القادم نتقدم الى حكومتنا بضرورة تخفيف وطئة الفقر وسطوة رأس المال و تنشيف منابع الفساد كي لا تنجر البلاد باتجاه الهاوية، مع الحفاظ على كرامة الاقصى حتى لا يستغل اصحاب الاجندة السوداء الشباب المتحمس ويدفعونهم للتطرف.
تكاد حقيبة النصائح تنضب، وتكاد السجون تضج من كثرة سكانها الذين دفعهم الفقر للأقامة فيها، فالفقر والحاجة هي المحرك الاول لكل اشكال العنف، وكل اصلاح سياسي يخلو من حلول اقتصادية لانقاذ الفقراء من التطرف لن يجدي، فانا على ثقة تامة ان عامة الناس لا يعنيها من يحكم، بل انهم بدأوا بالتحضير لفترة ما بعد الفتنة والفوضى، واكثر ما اخشاه كانسان يدعي الاطلاع ومنعزل عن كل حراك سياسي يدعو لاستخدام العنف اكثر ما اخشاه ان تتأخر حكومتنا في اتخاذ الاجراءات العملية كالتوقف عن عمليات الجباية القصرية وتهميش المعتدلين الداعيين للحفاظ على الدولة، وان تعتمد الحكومة على حرص الاردنيين على الامن والأمان، وان لا تستوعب ان الفقر كافر، وان المساس بكرامة البدوي يدفعه لاخراج خنجره.
لا جديد في كل ما سبق، ولا خطورة في كل ما قيل ان حكمنا العقل واتبعنا سبيل الحكمة لنتعدى المرحلة المقبلة، شريطة ان تخرج الحكومة بعد نيلها الثقة من مجلس نواب لا يثق فيه الشعب اصلاً، وتعود لتحدثنا عن اجراءات عملية تحمي ما تبقى من ولاء للبلد .!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى