كذبَ العاشقون ولو صدقوا / عودة عياصرة

كذبَ العاشقون ولو صدقوا
أصابتني الحيره معها ، هناك فروقات كثيره بين تصرفاتي وتصرفاتها ، بين لهجتي ولهجتها ، بين قوة اشارة الوورليس عندي وعندها ، هي رقيقه جداً لدرجة أنّني اخشى عليها من قطرة مطر متهوّره تخدشها من السماء ، أمّا أنا لقد دخل في أنسجة قدمي ” مسمار نمره عشره ” فاعتقدت انها لسعة نحله او ربما شوكه بريّه ، هي تخاف من الكوليسترول في اوراق الخس وسحوري اليومي هو الديك الرومي المسلوق مع الباذنجان ، عندما اسمع مقطعاً لام كلثوم تسقط رباب مغشيّةً عليها لتأثّرها وصدق احساسها ، اما أنا أسمع المقطع وأحتس الذره المشويّه .

في خضم هذهِ الحسابات والخوف من الفجوه بيني وبين رباب، خرج الي مارد ” ختيار ” ، وسألني عن حيرتي وعن شحوب وجهي ، فقصصتُ عليهِ قصّتي مع رباب ، قال ولم يأبه بشخصي ” طيب شو معرفك بجوز رباب كذابه ” ، هنا صرختُ في وجهه فأمرني ان التزم الصمت قائلاً : يا هذا سوف أساعدك وأحولك الى قط اليف وتدخل الى بيت رباب لتعرف عنها كل شيء ، وكون رباب تحب القطط سوف تبقى بجوارها لتعرف الصغيره قبل الكبيره .

حوّلني المارد الى قط أشقر عيونهُ زرقاء وشنبهُ ابيض ، وصلت امام بيت رباب وقلت : ميووووو ، فتحت لي رباب البيت والبسمه على مُحيّاها فهي تحب كثيراً القطط الأليفه ، أدخلتني رباب الى المطبخ ووضعت لي بعضاً من حليب المراعي ثم ابتسمت الي وادارت وجهها الى الفرن لاكمال عملها في المطبخ .

لعقتُ من صحن الحليب لعقه وبقيت أُراقب رباب ، اول ما تعجبتهُ انها كانت تطبخ ” الكرشات والروس ” بكل سعاده ، ثم انها دخلت الى غرفه ممتلئه اجهزة قتال وعدّة ملاكمه واخذت تتدرّب على اللكمات الموجّهه الى انف الخصم ، كانت تصيح وااااااع وتضرب الحائط بقدمها .

اقمت في بيت رباب ثلاثة أيام بهيئة قط فتبيّن لي ان رباب تسلق عشر بيضات صباحاً ، رأيتها تأكل ” الليه ” بيدها ، شاهدتها ملاكمه ولاعبة كيك بوكسينج ، لمَحَتْ رباب عقرب اسود في المطبخ فبَلعتهُ وشربت بعدهُ كأس ماء ، مُخيفه وصراخها يملأ البيت ، تدخل بين كل حينٍ وآخر الى غرفه أشد خطوره من قبلها وكأن بيتها منطقة عمليات خاصه ، عندها مسجل ضخم تضع بهِ شريط لحسن الأسمر وواحد لعبد الباسط حموده ، في ساعات المساء تهدأ وتجلس حائره على انغام شعبان عبد الرحيم .

طلبتُ من المارد ان يُنهي تلك المهزله محوّلاً هذه الهرّه الى طلقات مُسدّس ، وبالفعل صرتُ عياراً نارياً وأطلقتُ نفسي الى جسدِ رباب لكي أُرديها قتيله لكن للأسف لم تخترق طلقاتي ذلك الجسد القوي المتين .

ارتعب المارد وأرجعني الى ما كنت عليه ، تفاجأت رباب ثم قالت وعلامات التعجُّب على وجهها : “هههههههه شو بيبي وين كاين ، عن جد مفاجأه حلوه بس بتعرف انا بخاف من هيك حركات يييي ما ازنخك .”

حوّل المارد صورة القط الى الصوره الأصل ونسي الصوت ، لهذا بقي صوتي يماوي كالقط .

قالت رباب : يللا نروح على شارع الريمبو نشرب أهوه .

هززتُ رأسي موافقاً وأمري الى الله قائلاً : ميوووووو .

على زاوية رصيف في شارع الريمبو كتبت لرباب بمخالبي : كذبَ العاشقون ولو صدقوا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى