رجالٌ في المجالس وشياطين في بيوتهم / زكريا البطوش

رجالٌ في المجالس وشياطين في بيوتهم
قد يسحرك هدوء البعض .. وتأسرك رقتهم .. ومنطقهم وقد تسمع الحكمة في كلامهم .. وقد يمثلون دور الرجال الحكماء أصحاب الوقار والهيبة .. و في نظرات عيونهم ترى الحب بادياً .. يبثون إشارات تجمع بين الثقة والثقافة .. فيغدو الجميع مبهورين بتلك الشخصيات الجذابة ولحن حديثهم يوحي بأناسِ مثقفون وعلى درجة رفيعة من الرُقي .. ثم تأتي الصدفة بما هو غير متوقع .. وتكتشف أن خلف جدران البيوت الصماء حقائق وقصص تدور ولا أحد يعرفها غير قاطنيها .. فمعظم البيوت خارجها هادئ وخلف الأبواب تظهر حقائق الأشياء .. فالأقنعة المزيفة بالرقة والملمس الناعم والنظرات الهادئة تختفي .. وتظهر خلف الستائر المسدلة صور مؤلمة .. فالجانب الآخر من تلك الشخصيات المشار إليها يظهر في بيوتهم .. حيث تختفي الحكمة وتتلاشى الرِقة ويتبدل الوقار إلى إهانات وتكتمل بالاعتداءات .. فجأة تتحول الثقافة إلى جهل والطيبة لغباء .. وكأنهم يمتلكون شخصيات أخرى غير التي كانت في المجالس وتنفصل عنهم بمجرد دخولهم لمملكتهم وتبدأ السيمفونية البشعة كنشيد لسكان تلك البيوت المنكوبة .. فلا يعلم الكثير أن هؤلاء يرسمون للآخرين حياة بأيديهم الملوثة وبكل ملامح الكذب والغرور .. فكيف بهم إذا تبوأ أحدهم منصباً وحكم وتحكّم في وطن ومواطن ؟!
#شهادت_موثقة_من_داخل_بيوتهم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى